في خطوة استباقية لحماية الثروة الحيوانية وضمان استدامتها، قررت الحكومة المغربية تفعيل قرار تاريخي يقضي بمنع ذبح إناث الأغنام والأبقار القادرة على التكاثر، وهو القرار الذي جاء بتنسيق مع السلطات المعنية ووزارة الفلاحة. يهدف هذا الإجراء إلى تعزيز استدامة القطيع الوطني وضمان استمرارية دورة تكاثر الحيوانات بما يعود بالفائدة على الأمن الغذائي الوطني، في وقت يواجه فيه قطاع تربية الماشية تحديات متعددة على الصعيدين الاقتصادي والبيئي.
القرار الذي دخل حيز التنفيذ يشمل منع ذبح الإناث القادرة على التكاثر في جميع المجازر المعتمدة وفي أي مكان آخر يتم فيه الذبح. هذا الإجراء يُعتبر خطوة حاسمة في سبيل حماية القطيع الوطني من الانخفاض غير المبرر في أعداده، حيث يُعتبر توفير إناث قوية قادرة على الإنجاب من العناصر الأساسية التي تضمن الاستمرارية في القطاع الزراعي. وتشير التقارير إلى أن قطاع الماشية في المغرب، الذي يعد من أهم القطاعات في الاقتصاد المحلي، يعاني من عدة صعوبات تتعلق بالنمو المتسارع في الطلب على اللحوم الحمراء، ما يتطلب استراتيجيات مستدامة طويلة المدى لضمان توازن السوق المحلي.
القرار يأتي في إطار إستراتيجية شاملة لدعم قطاع الفلاحة والحفاظ على ديمومته. في هذا السياق، تستثمر الحكومة بشكل ملحوظ في تطوير بنية القطاع من خلال تقديم دعم للأعلاف، وهو ما يخفف من الضغوط الاقتصادية على المربين المحليين. في نفس السياق، تكثف الوزارة من حملات التلقيح لمكافحة الأمراض التي قد تؤثر على صحة القطيع، مما يعزز من فرص النمو في القطاع الزراعي ويقلل من الخسائر التي قد تنجم عن التفشي الوبائي.
ومع هذه التدابير، يبقى السؤال حول مدى فعالية تطبيق هذا القرار في جميع أنحاء البلاد. إذ أن تقارير من بعض المدن الكبرى مثل الدار البيضاء تشير إلى أن هناك تحديات تتعلق بتطبيق القرار، حيث تستمر بعض المجازر غير القانونية في ذبح الإناث رغم الحظر المفروض. ويعد هذا تحديًا إضافيًا أمام السلطات المعنية التي تحتاج إلى تعزيز الرقابة وتطبيق العقوبات بشكل صارم لمكافحة هذه المخالفات.
في النهاية، يبدو أن هذا القرار يعكس التزام الحكومة المغربية بحماية الموارد الحيوانية وتعزيز الإنتاج المحلي للحوم، مما يساهم في الحفاظ على استقرار السوق المحلي وضمان توفير اللحوم الحمراء للمستهلك المغربي دون التأثير على استدامة القطاع. وعلى الرغم من التحديات في تطبيق القرار بشكل كامل، فإن هذه الخطوة تظل بمثابة انطلاقة جديدة نحو قطاع أكثر تنظيماً وقوة في المستقبل.