الحدث بريس: رياضة.
كرة القدم بالنسبة للأرجنتينيين ظاهرة اجتماعية ولعل المتتبع للمباراة الودية بين الارجنتين وهايتي التي جرت الأسبوع الماضي على أرضية “لابومبونيرا” سيلحظ تلك اللافتة التي كتب عليها “ميسي لم أدفع ثمن فاتورة الكهرباء لأتمكن من رؤيتك”، هي الجملة التي تقول كل شيء عن قدر العشق الذي قد يصل بصاحبه إلى التضحية بكل شيء من أجله، هكذا يقول مارتين باسوس، في تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء من الشارع الارجنتيني عشية مونديال روسيا.
ويضيف “إننا نتفس عشق كرة القدم منذ الصغر، فأول شيء تحصل عليه كهدية من والديك هو كرة القدم تدحرجها كما تشاء وعندما تصبح في سن الخامسة ويبدو أنك لم تخلق لتكون لاعب كرة القدم يهدونك كتابا أو دراجة هوائية”.
أما مانويل ريوس، فيرى أن كرة القدم في الارجنتين هي أكثر من مجرد رياضة. إنها تمثل ذلك اللقاء الذي لا مفر منه، فلا يمكن تصور وجود بيت ليس فيه من يعشق كرة القدم، فجميع الأرجنتينيين مسكونون بالمستديرة، موضحا أنه على الرغم من أن البعض قد يقول إن كرة القدم مجرد صناعة تدر المال على أصحابها و لكن “نحن نتطلع إلى كرة القدم كي تمنحنا السعادة التي لا نجدها إلا في هذه اللعبة وفي الحديث عنها في كل مكان في المقاهي والشوارع والبيوت”.
وعلى نفس المنوال، يقول روبين طوريس إن كرة القدم تجسد ثقافة شعب بأكمله فهي لعبة اجتماعية يمكن أن يلعبها الجميع، ومن هذا المنطلق فهي تخلق السلم الاجتماعي وتجعلنا متساويين في هذا العشق، مضيفا أنه من هنا ينبع الحب الكبير لكرة القدم الحاضرة في كل مكان والتي يلعبها الكبار كما الصغار والنساء كما الرجال على حد سواء، وهو سر الفرحة التي نعيشها مع المستديرة.
أما برايان فيرنانديث، فيرى بكثير من التفاؤل أن مونديال روسيا سيكون الفرصة السانحة أمام ميسي وأصدقائه من أجل تحقيق التتويج، خاصة وأن الآمال معلقة على أفضل لاعب في العالم ونجم فريق برشلونة، بلعبه المتميز وحضوره البارز على أرضية الملعب “سيكون قادرا على منحنا الفوز ومعانقة الكأس العالمية التي تفلت منا في كل مرة”.
وبرأي هيرنان بينتشي، “فكرة القدم نمط حياة وهي اللعبة التي تجعلنا نشتغل طوال الأسبوع من أجل انتظار يوم الأحد والذهاب إلى ملاعب كرة القدم ..هي هوسنا الذي من خلاله نعبر بكل حرية”.
وهو الرأي الذي تشاطره سوليداد فيرنانديث التي تعتبر كرة القدم في هذا البلد الجنوب أمريكي بمثابة ديانة يعتنقها معشر العاشقين للعبة الأكثر شعبية في العالم.
أما كونستازا غونزاليث فتنسج على غرار سوليداد لتعترف صراحة أن كرة القدم “مرضنا الذي لا نشفى منه إنها كل شيء بالنسبة إلينا إنها جزء من حياتنا نتفس عشقها كل يوم”.
تفاؤل الشارع الارجنتيني بخصوص الآمال المعقودة على منتخبهم، ولا سيما على النجم ميسي، يوازيه بالمقابل واقع آخر يقول أن الارجنتين ليست اليوم في أحسن أحوالها وما هزيمتها القاسية أمام اسبانيا بستة أهداف لواحد أواخر مارس الماضي في مباراة ودية، ومكابدتها الأمرين قبل ذلك خلال الاقصائيات الممهدة لكأس العالم حيث جاء تأهلها للمونديال بشق الأنفس، دليل على أن مجموعة خورخي سامباولي ليست على أتم الاستعداد للذهاب بعيدا في العرس الكروي العالمي.
ولكن لكرة القدم منطقها الخاص، ومن يدري قد تطرد الارجنتين النحس و سوء الطالع الذي حكم عليها بخسارة النهايات، نهاية مونديال البرازيل 2014 أمام ألمانيا، ونهايتين على التوالي لبطولة كوبا أمريكا لكرة القدم أمام نفس الخصم، منتخب الشيلي في 2015 و 2016.