فككت فرقة الشرطة القضائية التابعة للمنطقة الإقليمية للأمن بشيشاوة، أخيرا، عصابة إجرامية، تنشط في النصب والاحتيال، بإيهام شباب المدينة الحالمين بالهجرة إلى الخارج، بإمكانية تهجيرهم إلى أوربا بعقود عمل تبين أنها وهمية.
وحسب مصادر “الصباح” فإن العصابة الإجرامية تم تفكيكها، إثر إيقاف زعميها الذي يتحدر من البيضاء ووسيطه الذي يقطن بشيشاوة، في حالة تلبس بمحاولة النصب على ضحايا جدد بالطريقة نفسها.
وأضافت المصادر ذاتها، أن المعطيات الأولية للبحث، كشفت أن التنظيم الإجرامي، كان يتربص بضحاياه من الحالمين بالهجرة إلى أوربا بالاستعانة بخدمات الوسيط الذي يتكلف باستدراج الضحايا، إذ كان يعرض عليهم عروضا مغرية تتمثل في إمكانية التدخل لفائدتهم لدى أحد الأشخاص لتسهيل العمل بالخارج، بعقود تضمن لهم السفر دون الحاجة لسلوك الإجراءات المعقدة التي تنتهي بالرفض، وذلك لإثارة طمعهم واستدراجهم لتنفيذ مخطط النصب عليهم.
وأفادت مصادر متطابقة، أنه بعد ترتيب اللقاء بحضور الوسيط بين الضحايا وصاحب عروض العمل بـ”الكونطرا” كان يتم في مقاه وباحات استراحة خارج المدينة لتفادي إثارة انتباه السلطات والمتطفلين، إذ يشرع زعيم العصابة في إيهام الراغبين في الاستفادة من قدرته الفائقة على تحقيق حلمهم بالهجرة إلى أوربا عن طريق توفير عقود عمل لفائدتهم للعمل.
ولإنجاح مخططاته، كان زعيم العصابة يطلع ضحاياه على العقود الوهمية ليشترط عليهم بعد ذلك، ضرورة تسليمه 5 ملايين سنتيم نقدا لضمان توصلهم بعقود العمل وتسريع إجراءات السفر التي تتطلب عددا من الوثائق، وهو ما يجعل ضحاياه يسلمونه المبلغ المطلوب، عربونا عن جدية طلبهم.
ولتشجيع الضحايا على الأداء نقدا يحرص زعيم العصابة على منح الراغبين في اقتناء عقود العمل شيكات ضمانة بالمبلغ المؤدى حتى لا يثير شكوكهم.
وبمجرد أن يتسلم النصاب المبالغ المطلوبة يختفي عن الأنظار ريثما تهدأ الأمور، بينما الأشخاص الذين يعرفون تحركاته ويتعقبونه يماطلهم بالتسويف والوعود الكاذبة، مدعيا أن التأخر مرده طول مدة الإجراءات المرتبطة بالوثائق الإدارية المطلوبة، وأن المشكل يشرف على الحل في القريب العاجل.
وتم افتضاح أنشطة العصابة، بناء على توصل مصالح الشرطة بشكايات من قبل عدد من الضحايا، كشفوا فيها تفاصيل النصب عليهم باسم العمل في أوربا، وهي المعطيات التي استنفرت المصالح الأمنية للقيام بتحريات دقيقة وأبحاث ميدانية، توجت بالتوصل إلى هوية المشتبه فيهما الرئيسيين والأماكن التي يترددان عليها، وهو ما جعل رجال الأمن يتتبعون خطواتهما بعد معاينتهما بأحد الفضاءات رفقة مجموعة من الشباب.
ومكنت سرعة تحرك المصالح الأمنية من ضبط زعيم العصابة والوسيط متلبسين بمحاولة النصب على ضحايا آخرين بالطريقة المعهودة، ليتم اعتقال الجانحين واقتيادهما من أجل التحقيق معهما ومواجهتهما بالضحايا الذين ضبطوا صحبتهما.
وباشرت فرقة الشرطة القضائية بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة، لكشف ملابسات القضية وتحديد امتدادات الأنشطة الإجرامية للعصابة، لحصر ضحاياها وتحديد هوية شركائها والعاملين لحسابها، لإيقاف كافة المتورطين.
وتقرر الاحتفاظ بالموقوفين تحت تدابير الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث القضائي، لتعميق البحث حول أنشطتهما وباقي الجرائم التي تورطا فيها، في انتظار إحالتهما على النيابة العامة المختصة لاتخاذ المتعين، بينما تتواصل الأبحاث لإيقاف باقي شركائهما.