في خطوة هامة نحو تعزيز الجهود الدولية لمكافحة المخدرات وحماية الصحة العامة، قررت لجنة الأمم المتحدة للمخدرات مؤخراً وضع خمس مواد نفسانية التأثير ودواء واحد تحت المراقبة الدولية.
يأتي هذا القرار بناء على توصيات منظمة الصحة العالمية التي تم تقديمها خلال الدورة العادية الثامنة والستين للجنة المخدرات المنعقدة في فيينا، في الفترة من 10 إلى 14 مارس 2025. وتشمل هذه المواد مواد كيميائية تهدد بشكل مباشر صحة السكان في مختلف أنحاء العالم.
وتشير التوصيات إلى أن هذه المواد تُصنع سرًا وتُسوق دون أي إشراف طبي، مما يرفع من خطر تأثيراتها السلبية على الصحة العامة. إذ لا توجد أية استخدامات علاجية معترف بها لهذه المواد، مما يعزز القلق العالمي بشأن تأثيرها الخطير على الشباب والفئات الضعيفة.
وتعد هذه المواد التي تم إدراجها تحت المراقبة جزءًا من مجموعة متنوعة من المركبات التي تشمل، على سبيل المثال، مواد “بروتونيتازيبين” و”ميتونيتازيبين”، بالإضافة إلى مادة “سداسي هيدروكانابينول” (HHC) و”الكاريزوبرودول” الذي يعد مادة مرخية للعضلات، وكلها مواد تحظى باهتمام كبير من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من جهود أوسع تهدف إلى منع تهريب هذه المواد إلى الأسواق غير المشروعة.
في هذا السياق، أكد مدير إدارة السياسات والمعايير في منظمة الصحة العالمية، ديوس موبانغيزي، أن هذه المواد تشكل تهديدًا حقيقيًا على الصحة العامة لأنها تُنتج بشكل غير قانوني، ولا توجد لها فائدة علاجية معترف بها. وأشاد بإقرار لجنة الأمم المتحدة للمخدرات لهذه التوصيات، متمنيًا أن تعزز الدول الوعي لدى المجتمعات والفئات الضعيفة من أجل الحماية من هذه المواد السامة.
تسعى منظمة الصحة العالمية، من خلال هذه الإجراءات، إلى ضمان الإتاحة المراقبة للمواد النفسانية التأثير بما يتماشى مع الأغراض الطبية والعلمية، في الوقت الذي تحاول فيه التصدي للتهديدات الناشئة من المواد المجهولة والمصنعة سرا.
تُظهر هذه القرارات كذلك أهمية الاستعراضات العلمية المستمرة التي تجريها لجنة الخبراء التابعة للمنظمة في سبيل حماية الصحة العامة. مع تزايد خطر المواد الأفيونية الاصطناعية مثل الفنتانيل والنيتازينز، تبقى الحاجة ملحة لإجراء المزيد من الاستعراضات العلمية لمواكبة تطورات هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد المجتمعات في مختلف أنحاء العالم.