جمع نزار بركة، مؤخراً، مسؤولي حزب الاستقلال وقادته وبرلمانييه ومنتخبيه ومناضليه حول مائدة إفطار رمضانية بجهة الدار البيضاء أعقبها “نقاش سياسي” في أحوال وهموم البلد..
لكن اللافت في هذا “النقاش السياسي” الموجه للمغاربة هو أن الوزراء الاستقلاليين الذين تناوبوا على منصة الخطابة تحدثوا باللغة الفرنسية ولا شيء غير الفرنسية..
وقع هذا حتى أن الحاضرين من المغاربة ومن “المعربين” انتابهم شعور كما لو أن وزراء الحزب، بمن فيهم البركة ومزور، هم وزراء في حكومة تشتغل تحت امرة إيمانويل ماكرون وليس في حكومة تشتغل تحت امرة ملك المغرب محمد السادس..
بل إن رئيس جهة أكبر مدينة في المغرب بدا هو نفسه كما لو أنه رئيس جهة فرنسي مقيم بالمغرب ليس إلا..
المثير أيضا هو أن هذا “الانفلات” اللغوي والهوياتي جرت وقائعه في نشاط حزبي “محض” وموجه لأبناء الحزب حتى وإن كان بينهم خبير اقتصادي دولي واحد..
كما أني لا أفهم كيف سمح نزار بركة بركة بهذا “الانفلات” داخل حزب عريق ارتبط تاريخه بتاريخ المغرب وبالدفاع عن اللغة العربية وبالدفاع عن الهوية المغربية..
بل إن هذا “الانفلات” داخل الاستقلاليين وقع في عز هذا الهجوم الكاسح الذي تشنه فرنسا ضد المغرب وضد مصالح المغرب..
بقي فقط أن أقول:
كم أعجبت بسيدة واحدة من هؤلاء الذين حضروا هذا “النقاش السياسي” المنظم من طرف حزب الاستقلال..
وأعجبت بهذه السيدة لأنها في كل الأحوال “استأذنت” بالفرنسية لعل قادة حزب علال الفاسي وحزب “النقد الذاتي” وحزب “اللغة العربية” يسمح لها بالحديث باللغة العربية..