يمنح الاستحمام بالماء البارد الجسم فوائد كثيرة، إذ يساعد في توفير الطاقة ويسمح بتدفق الدم وتعزيز قوة العضلات وتخفيف الألم. وفي بلدان أوروبا الوسطى، يفضل كثيرون الغوص في المياه الباردة على الرغم من درجات الحرارة المنخفضة.
وثبت أن المياه الباردة تساعد في تنشيط الدورة الدموية والحفاظ على بشرة ناعمة ومتجددة. وتؤكد الكاتبة آدا نونيو -في تقرير نشرته صحيفة “الكونفدنسيال” الإسبانية- أن الماء البارد يساعد في الحفاظ على الشباب والصحة.
الاستحمام لشهر بالماء البارد
وفي السياق ذاته، تحدثت الصحفية في مجلة “مانز هيلث” دانييل زيكل، التي قررت تحدي نفسها والاستحمام لمدة شهر بالماء البارد، عن تجربتها.
وتوضح دانييل “كانت المرة الأولى التي سمعت فيها بفوائد القيام بحمام بارد خلال المدرسة الثانوية. فعندما ذهبنا إلى حوض السباحة، أخبرتنا معلمتنا في ذلك الوقت أن مادة الكلور لن تتمكن من إتلاف شعرنا. ومؤخرا، أدركتُ أن الماء البارد له كثير من الفوائد، بما في ذلك تقليل آلام العضلات والالتهابات وتحسين المزاج وتوفير الطاقة للجسم، الأمر الذي دفعني إلى خوض التجربة”.
الماء الساخن فالدافئ ثم البارد
تؤكد دانييل أنه ليس من السهل اتخاذ هذه الخطوة. ومن المستحسن العمل عليها ببطء، وبالتالي يفضل الاستحمام بالماء الساخن في البداية، ثم الانتقال إلى الماء الدافئ، إلى أن تصل للماء البارد.
وعندما تجفف جسمك، قم بارتداء قميص من النوع الثقيل وتناوُل كوب من الشاي لتدفئة جسمك. وفي هذا السياق أضافت دانييل أن “الأمر لم يكن سيئا كما يبدو، لقد تخيلت أنه سيكون أكثر سوءا، لكنني سرعان ما اعتدته”.
الماء البارد يوقظ أكثر الناس خمولا
الاستحمام بالماء البارد ليس بالأمر السهل، فإذا ما تحملت ذلك، فسيستحق الأمر ذلك العناء. وبمجرد أن تكتسب الثقة بأنك كنت قويا بما فيه الكفاية لتحمل الاستحمام بالماء البارد، فإنك تصبح قادرا فجأة على فعل أشياء أخرى كثيرة، بحسب دانييل.
وإضافة للقوة الذهنية التي اكتسبتها دانييل، منحها الماء البارد دفعة جيدة من الطاقة لبدء يومها بنشاط، خاصة عند الاستحمام ليلا. وفي هذا الصدد، نقلت الكاتبة عن دانييل أن “الهزات التي يشعر بها الجسم إزاء الماء البارد كافية لإيقاظ أكثر الناس خمولا”.
لن تكون بحاجة لشرب القهوة
وهنا، يشار إلى أن الأدرينالين الذي يفرزه الجسم عند غمره بالماء البارد يؤدي لإفراز هرمون النورإبينفرين، الذي يساعد في زيادة الطاقة والتركيز وتحسين الأداء، لدرجة أنك لن تكون بحاجة لشرب القهوة.
وتشير دانييل إلى أنها “لا تستيقظ باكرا للاستحمام كل صباح، لكن خلال الأيام التي قمت فيها بذلك شعرت بتحسن كبير”.
من جهة أخرى، يساعد الماء البارد في تخفيف آلام العضلات. وبحسب هنري هالس، صاحب إحدى القاعات الرياضية بفيلادلفيا، يساعد أخذ حمام بارد بانتظام في تقوية العضلات.
إضافة لذلك، أثبتت دراسة أجريت في سنة 2009 في “مجلة نيو إنغلاند الطبية” أن الغوص في الماء بعد أداء تمارين تقوية القلب أو الجري أو ركوب الدراجة يسهم في تعافي العضلات والتخفيف من حدة الألم. كما يجب الحرص أيضا على أن يكون الماء باردا للغاية، نظرا لأنه بمجرد انتشاره على الجلد يزداد تدفق الدم. لذلك، ينبغي عليك أن تنتظر إلى أن تحمرّ بشرتك.
وهو ما تؤكده دانييل “لقد ساعدني ذلك كثيرا، إذ تحسنت بشكل ملحوظ في التدريبات”، نتيجة لذلك.
وإذا أردت خوض تجربة مماثلة فلا تضيّع مزيدا من الوقت، نظرا لأن الجو حار، علاوة على أنه قد يكون من الصعب عليك التعرض للمياه الباردة في فصل الشتاء.