إختتم مجلس النواب، اليوم الثلاثاء، الدورة الأولى من السنة التشريعية 2024-2025، و ذلك بعد أربعة أشهر من الأشغال.
و قال رئيس المجلس، راشيد الطالبي العلمي، في كلمة بالمناسبة، إنه إذا كان من عنوان يمكن إختياره للسياق الذي تختتم فيه هذه الدورة أشغالها، فهو مواصلة ترسيخ المغرب قوة صاعدة، و بلدا جاذبا على كافة المستويات، “مما يطوقنا بأمانة المساهمة في تعزيز هذا التموقع بالإضطلاع بواجباتنا الدستورية و السياسية و المؤسساتية”.
و أضاف أنه “بقدر ما ينبغي أن نفتخر بهذه المكانة التي هي ثمرة قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الحصيفة و المتبصرة، بقدر ما ينبغي أن نكون يقظين إزاء التحديات الكبرى التي على بلادنا أن ترفعها و الرهانات التي علينا أن نربحها و في صدارتها ما يتعلق بوحدتنا الترابية، مستحضرين توجيهات جلالته الذي أكد بشأنها أنه +رغم ما تحقق فإن المرحلة المقبلة تتطلب منا جميعا المزيد من التعبئة و اليقظة لمواصلة تعزيز موقف بلادنا والتعريف بعدالة قضيتنا و التصدي لمناورات الخصوم+”.
و أكد الطالبي العلمي أن هذا ما حرص مجلس النواب، و يحرص على تمثله في المهام المنوطة به، و بالتحديد في إشتغاله على واجهة العلاقات الخارجية للمجلس، على المستويين الثنائي و متعدد الأطراف.
و إعتبر في هذا السياق، أنه من الطبيعي أن يكون مجال إنتماء المملكة و عمقها الإفريقي، في صدارة المجالات التي واصل مجلس النواب مع عدد من برلماناته التعاون المنتج، البناء و الصادق، حيث تم إستقبال عدد من الوفود البرلمانية، و من بينهم رؤساء برلمانات في البلدان الإفريقية، كما تم تعزيز التعاون مع المجالس التشريعية الإفريقية في إطار تقاسم الممارسات الفضلى.
و أشار الطالبي العلمي إلى أن جهود مجلس النواب في الواجهة الإفريقية توجت بإحتضان إجتماع رؤساء البرلمانات الإفريقية الأطلسية، يوم سادس فبراير، و ذلك في سياق المواكبة البرلمانية لمسلسل البلدان الإفريقية الأطلسية “الذي يعتبر من المبادرات الخلاقة، الأصيلة لصاحب الجلالة، نصره الله”، مبرزا أن المناقشات الغنية التي ميزت الاجتماع كللت بإصدار “إعلان الرباط” الذي أكدت فيه البرلمانات المشاركة إلتزامها بمواكبة هذا المسلسل و دعمه و الترافع عنه، خاصة من أجل إحداث شبكة برلمانية تسخر لهذا الغرض.
كما شكلت هذه القمة البرلمانية، يضيف رئيس مجلس النواب، مناسبة أثنى خلالها جميع رؤساء البرلمانات الشقيقة و رؤساء الوفود على مبادرات صاحب الجلالة لفائدة إفريقيا و تنميتها و إزدهارها و إستعدادهم لدعمها وطنيا و قاريا و دوليا.
و في هذا الإطار، كشف أن مجلس النواب سيحتضن بمبادرة من لجنة الخارجية و الدفاع الوطني و الشؤون الإسلامية و شؤون الهجرة و المغاربة المقيمين في الخارج، يومي 20، 21 من الشهر الجاري، إجتماعا للجن المكلفة بالشؤون الخارجية في البرلمانات الوطنية الإفريقية من أجل تبادل الرأي و الخبرات و التشاور بين مسؤولي هذه اللجن بما يخدم قضايا القارة، و تشكيل إطار للتعاون و التنسيق بين هذه اللجن على الصعيد القاري.
و إستحضارا، دائما لموقع المغرب الجيوسياسي، و لتاريخه العريق في الرنفتاح على جميع الفضاءات الجيوسياسية، يتابع الطالبي العلمي، واصل مجلس النواب ترسيخ علاقاته مع عدد من البرلمانات في القارة الأوربية، لافتا الى أن الدورة البرلمانية الخريفية “تميزت بالخطوة الكبرى المتمثلة في الإتفاق مع رئيسة البرلمان الأوربي على تدشين صفحة جديدة من العلاقات بين مؤسستينا، أساسها الإحترام المتبادل، و الصدق، و التوازن و إحترام وحدتنا الترابية و مؤسساتنا و مصالح بلادنا و تقدير تموقعها و أدوارها الإقليمية و الدولية، و التصدي للحملات المعادية لبلادنا من طرف البعض داخل البرلمان الأوروبي”.
و من جهة أخرى، يسترسل الطالبي العلمي، عزز البرلمان المغربي وضعه كشريك للديموقراطية لدى الجمعية البرلمانية لمجلس أروبا، و هو الوضع الذي يتمتع به منذ 2011، و تطور حاليا بعد أن خضع للتقييم بمنح البرلمان المغربي لدى هذه الجمعية حقوقا هامة جديدة إبتداء من يناير 2025 بما في ذلك حق الشعبة الوطنية في تقديم إقتراحات، و توصيات، و طلب فتح نقاش حول قضايا راهنة و تولي إعداد تقارير تكتسي طابعا إستطلاعيا.
و أردف أنه بالموازاة مع التقدم الذي تحقق في العلاقات مع البلدان الأوروبية على المستوى متعدد الأطراف، تواصل الحوار و التعاون الثنائي مع برلمانات وطنية “متمثلين في كل خطوة نخطوها النطق الملكي السامي + إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم و هو المعيار الواضح و البسيط الذي يقيس به صدق العلاقات و نجاعة الشراكات+”.
و على نفس المنوال، يؤكد الطالبي العلمي، واصل مجلس النواب تعزيز علاقاته مع برلمانات بلدان أمريكا اللاتينية إستنادا إلى ما يجمع الطرفين من مصالح ورؤية للعلاقات الدولية، و من إرث ثقافي إبيري، متوسطي.
و ذكر في هذا الصدد، بإحتضان البرلمان المغربي لمؤتمر المستقبل يومي 17 و 18 دجنبر 2024 و الذي نظم بتعاون مع البرلمان الشيلي، و توج بإعلان “نعتبره وثيقة هامة في مقاربة قضايا حيوية ترهن مستقبل البشرية من قبيل الإختلالات المناخية و الذكاء الإصطناعي و التربية و التكوين”.
و بعيدا عن الفضاءات، الإفريقية، الأوروبية و الأمريكية، نوه الطالبي العلمي إلى أن مجلس النواب واصل حضوره الفاعل في جنوب شرق آسيا خاصة من خلال عضوية المجلس في الجمعية البرلمانية لبلدان جنوب شرق آسيا بصفته ملاحظا، و المشاركة في المنتديات التي إحتضنتها بلدان المنطقة، و من خلال تبادل الزيارات مع المسؤولين السياسيين بمؤسساتها التشريعية.
من جهة أخرى، أبرز الطالبي العلمي أن البرلمان المغربي عاش خلال هذه الدورة حدثا هاما، “إذ بعد الحدث الأهم و اللحظة الدستورية المشرفة و المجسدة لتاريخنا و تقاليدنا المؤسساتية المتفردة، و المتمثلة في رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إفتتاح الدورة التشريعية الأولى من السنة التشريعية 2024 – 2025، إستقبل البرلمان المغربي ضيفا كبيرا كان قد حل على جلالته، فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية السيد إيمانويل ماكرون، و الذي جدد في خطاب، أمام أعضاء البرلمان، مليء بالرسائل، دعم بلاده الواضح لسيادة المغرب على الصحراء المغربية، و هو ما كان قد عبر عنه في الرسالة التي بعث بها إلى صاحب الجلالة بمناسبة الذكرى الخامسة و العشرين لعيد العرش”.
و سجل أن نفس الموقف أعادت التأكيد عليه رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية التي قامت بزيارة رسمية للمغرب بدعوة من مجلس النواب.