الحدث بريس : الصادق عمري علوي.
حقيقة لا نعرف السبب الذي يجعلنا نعود مرة أخرى لموضوع يبدو في ظاهره ملتبسا مبهما ، لكنه في الباطن يكشف عن عمق الأزمة واتساعها ، وتنازعها بين أناس يمارسون التعتيم وإخفاء الحقيقة التي تجعلهم يبدون المعارضة لشخص رئيس الجهة ولكنهم يجاملونه في الخفاء ويثنون عليه ، نراهم أمام الرأي العام يتأففون ويعارضون توجهاته ولكنهم في الكواليس تجمعهم الموائد و المصالح والرحلات والإستجمام …
كثر القيل والقال ، وتقاطرت سيول الإنتقادات و الآراء والتعليقات على صفحات الفضاء الأزرق الخاصة والمواقع الالكترونية
و أضحى الموضوع مقلقا للغاية لأناس يطمحون أن تكون جهتهم أعني جهة درعة تافيلالت من أجمل وأحسن وأرقى الجهات بما تزخر به من مقومات وامكانات طبيعية وسياحية وثقافية وبشرية … لكن اليوم مايرعب أن تستشف النفاق السياسوي في أناس يبررون أخطاءهم بالتحالف المزعوم المغلف بمصلحة الوطن أي تحالف هذا الذي يجعل من المرء آلة لممارسة المعارضة علنا ، والثناء على شخص الرئيس في الخفاء .
لكن المحزن حقا أن تلقي شخصية سياسية محترمة تنظر وتمارس السياسة … وعلى دراية تامة بما يقع بالجهة وما يشعر به المواطنون بجهة درعة تافيلالت من تذمر وقلق على ماوصل إليه تسيير وتدبير مجلس الجهة، لكن لعل هذه الشخصية تنظر للأمور من برج عاجي غير آبهة بواقع يظهر صارخا من خلال جلسات ولقاءات أعضاء الجهة المتشنجة والتي غالبا ما تنتهي بالنقاشات البزنطية تسفر في الأخير عن “جعجعة بلا طحين ” .
إحساس يتجذر مع الأيام لدى الرأي بأن هناك أشياء ليست على مايرام ، وأن التحدي الوحيد الذي يتلقاه من رئيس الجهة الذي .. ” ولو الطير معزة ” التي تعلمها من تاريخ زمن ولى ، هو التجاهل لائدا بالسفريات وتغيير الجو والاستجمام بالعواصم الدولية ، والاسترخاء لعله يستجمع قواه من جديد للعودة للمصارعة التنظيرية ، ومقارعة الأقران داخل قاعة المجلس ومقاومة الأصوات المعارضة ، أوالذهاب للقرى والدواوير النائية بالجهة لتكسير الروتين ربما …
ربما تعب الرئيس المبجل وأحس بالملل من جهة تستعصي على الفهم ، بسبب عدم الإحساس بالراحة النفسية للومه المتكرر و معارضته الشديدة ، فلاد معتصما برمال مرزوكة ، أو مناظر أغبالو انكردوس … وهو الذي ألف الفنادق و السياحة في الأرض وممارسة التأمل والاسترخاء على طريقة “اليوغا ” أمام لا نهائية امتداد الرمال الذهبية والسراب الفضي المبهر .. أو أمام فسحة فجاج الجبال والسهوب والبراري ممارسا طقوسه الأثيرة .
هذه المرة تبدو الأمور في غاية من الغرابة فبعد التعب في الأعمال والخدمات المضنية بمجلس الجهة بالرباط اختار الرئيس وجهة أخرى إنها ” فرنسا ” تشجيعا للسياحة بالمواصفات والمميزات الخارجية الفريدة عبر الاطلاع على ماتزخر به من فنادق ومآوي ، وأماكن “رائعة ” تستحق المشاهدة ويبين من خلالها لأبناء الجهة أن ” السائح يقضي مدة أسبوع على الأقل وفق برنامج محترِف يمكنه من تغيير عاداته في التغذية باعتماد الصيام عن الأكل والاكتفاء بشرب الماء طيلة اليوم مع ممارسة أنواع من رياضات الاسترخاء والتأمل الروحاني ( يوجد جذع شجرة arbre de vie منحوت بطريقة تمكن السائح من الجلوس داخله وممارسة لحظات من التأمل والاسترخاء النفسي ) والمشي في مدارات سياحية جبلية هادئة ومريحة نفسيا، والمساهمة في أعمال الزراعة والاعتناء بالحيوانات الموجودة بالمركز، مع الاستفادة من حصص التدليك لعموم عضلات الجسد، والتركيز على إفراغ القولون ( تدليك خاص بالبطن) من السموم irrigation du côlon.
كل ذلك يواكبه نظام تغذية طبيعي وصحي، بعد حوالي ثماني ساعات من الصيام، يعتمد أساسا على الخضراوات المزروعة في حديقة المركز.
هذا المركز يستقبل سنويا بضعة آلاف من السواح من داخل فرنسا ومن خارجها، ونسبة تجديد الثقة في الخدمة يبلغ حوالي 80٪ ، كما أنه يشغل مهنيين في مختلف الخدمات التي يقدمها لزبنائه، ويحقق رقم معاملات سنوي يجعل القائمين عليه في وضعية مالية واجتماعية مريحة حسب شهادتهم.
هكذا يتحول الرئيس إلى شركة عاملة مختصة في إشهار المنتوج السياحي الفرنسي ، ويدعو إلى الاقتداء بهذا النموذج المثال في عالم الرحلات .