وصف محتجزون سابقون لدى جبهة البوليساريو، مخيمات تندوف بـ “الجحيم”، وذلك في إشارة إلى حجم العذاب الذي يتعرض له “الرهائن الصحراويون المغاربة” في تلك المخيمات، فعلاوة على قساوة المناخ الصحراوي الحار أغلب فترات السنة والبارد ليلا في فصل الشتاء، وطول سنوات الانتظار بالمصير الموعود، تبقى الإجراءات الصارمة التي تفرضها قوات البوليساريو الإرهابية على السكان أكثر ما يضايقهم وتجعل حياتهم جحيما لا يطاق، حيث إن العناصر المسلحة التابعة لجبهة البوليساريو الإرهابية لا تغادر صغيرة ولا كبيرة في شؤون السكان الصحراويين إلا وتدخلت فيها.
ووفقا لشهادات الهاربين من الجحيم فإن أبسط الحقوق لا يتمتع بها سكان المخيمات الأربعة، ومن بينها السكن اللائق، حيث يؤكد الهاربون من هناك أن سلطات جبهة البوليساريو الإرهابية لا تراعي النمو الديمغرافي إذ أن أغلب المحتجزين لا يزالون حبيسي خيمة يتيمة رغم مرور أزيد من 40 سنة، ولا تسمح لهم الظروف المادية الصعبة من إضافة مسكن آخر لاستيعاب نمو الأسر والعائلات، و لا تبادر البُوليساريو الإرهابية إلى بناء منازل أخرى لمواكبة التزايد السكاني، الأمر الذي جعل كثير من الأسر والعائلات عُرضة للتشرذم.
وحسب شهادات العائدين إلى المغرب، فإن السفر إلى أي مدينة في الجزائر يخضع لرقابة شديدة، تتطلب من الراغبين في ذلك لإذن مشترك موقع من طرف سلطات البوليساريو والجزائر، وتُؤكد تلك الشهادات بأن تصريح التنقل لا يُمنح لأي كان وإنما يتم على أساس شروط ومعايير تُحددها السلطات القائمة بالمخيمات، ولا تنتهي معاناة المسموح لهم بالتنقل عند هذا الحد، ذلك أن الجيش الجزائري يقيم نقاط مراقبة وتفتيش على الطريق الخاص الذي يسلكه المسافرون الصحراويون.
التي تشكل الغالبية الساحقة من السكان من سوء التغذية وضعف الرعاية الصحية والتطبيب، بالإضافة إلى حرمانها من الحصول على أوراق الإقامة والهوية وتمنع عليهم حُرية العودة إلى بلدهم المغرب، كما تعمل مليشيات البوليساريو على فرض نظام الزبونية والمحسوبية لإحكام السيطرة على المواطنين الصحراويين المحتجزين داخل المخيم، وتفرض عليهم الولاء والطاعة لقادتها مقابل الحصول على بعض المكاسب والامتيازات البسيطة.
وهناك تقارير للجنة الأمريكية لشؤون اللاجئين والمهاجرين تشهد عن تورط قادة جبهة البوليساريو الانفصالية في قضايا يُجرمها القانون الدولي تتمثل في الاستغلال والعنف الجنسي والتعذيب والتجارة في الأطفال، وحسب التقرير فإن ممارسات الاستغلال تتمثل في نهب المساعدات الإنسانية التي ترسلها المجموعة الدولية لسكان المخيمات وتبيعها في أسواق الجزائر ومالي وموريتانيا، كما تمنع سلطات الجبهة عائلات مغربية من زيارة ذويها في تندوف خلال العملية الإنسانية التي تنظمها منظمات دولية، وذلك من أجل الضغط عليها لثنيها عن العودة إلى المغرب.
وفيما يخص التعذيب فقد كشفت شهادات العائدين من تندوف عن عدة أنواع أبرزها؛ الاعتقال التعسفي والاستغلال الجنسي للنساء، وكشف أحمد ولد فاضل ولد علي سويلم أحد الفارين من مخيمات جبهة البوليساريو، أن داخل المخيمات تتواجد مديريات للأمن يتم داخلها استنطاق الأشخاص بعد اختطافهم وتصفيتهم جسديا دون التحقيق معهم أو التعرف على هوياتهم.
وتمتد الممارسات اللاإنسانية والمخالفة لكل الأعراف والقوانين في حق السكان الصحراويين إلى الاعتداء الجنسي على النساء والفتيات، وحسب تقارير منظمات حقوقية زارت مخيمات المحتجزين بتندوف، من بينها منظمة هيومن رايتس ووتش، فإن المرأة الصحراوية تتعرض لظاهرة الزواج القسري وتغتصب براءتها وتُستغل في البغاء وفي أعْمال إباحية. وتُؤكد هذه المُعْطيات شهادات حية لعائدات من تندوف كشفن في تصريحات صحفية أنهن تعرضن للاغتصاب من قبل مسؤولين بالبوليساريو، وتعرض فتيات كثيرات بعد بُلوغهن سن الرشد لنفس الاعتداء، وأكدن أن مسؤولي البوليساريو يُرغموا الفتيات في كثير من الأحيان على الرضوخ لرغباتهم الجنسية مقابل تلبيتهم احتياجاتهن الأساسية.
ترحيل وتهجير الأطفال
تبقى التجارة في الأطفال وتهجيرهم إلى إسبانيا ودول اوروبية أو ترحيلهم إلى كوبا للتدريب العسكري والتكوين الإيديولوجي المعاناة الأبرز للأسر والعائلات الصحراوية بتندوف، حيث يقضي أبنائهم سنوات طويلة بعيداً عن العائلة ورقابتها وتنشئتها الدينية والثقافية، وحسب بعض الإحصائيات فإن حوالي 6 آلاف طفل صحراوي ذهبت بهم قيادة البوليساريو إلى كوبا من أجل الدراسة والتدريب على السلاح.
وَلَئنْ كان في الماضي تنظر بعض العائلات الصحراوية بقلق كبير إلى مستقبل أبنائها الذين يُرحلون لمعسكرات التدرب والقتال، فإنه في الوقت الحاضر يسود داخل المجتمع الصحراوي المغربي بمخيمات تندوف جدل أخلاقي واجتماعي بسبب خروج مئات من الأطفال كل عام إلى مخيمات الاصطياف تنظمه إسبانيا في إطار برنامج تُطلق عليه “عُطل في سلام”. وذلك بسبب أن كثيرا من هم يهرب ويقضي سنوات طويلة قبل أن يعود إلى حضن عائلته بينما يسقُط آخرون في أيدي مافيات المخدرات أو تجار البشر أو شبكات التنصير والتي ركزت نشاطها على الأطفال الصحراويين ما يجعلهم عُرضة للتبشير وتغيير دينهم الإسلامي لدى نرجوا من الامم المتحدة وجمعيات حقوق الانسان بالعالم ان يهبوا لنصرة المراة والطفولة والشيوخ وجميع المظطهدين وفتح معابر امنة للاتحاق بوطنهم ويعيشون حرياتهم وكرامتهم اسوة باخوانهم واخواتهم تحت راية الحريةكما نطالب من الامم المتحدة والمجتمع الدولي وعلى راسها الولايات المتحدة الأمريكية.
ضمان المساءلة عن جرائم الاحتجاز، والجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية، والجرائم الخطيرة الأخرى التي تنتهك امام القانون الدولي من طرف ملشيات ومرتزقة البوليساريو وداعميها من جنرالات جزائرية واطراف ايرانية.