تحرص مدريد على تجنب أي توتر دبلوماسي مع الرباط، حيث قررت وزارة الدفاع الإسبانية إلغاء الاحتفالات المقررة لإحياء الذكرى المئوية لإنزال الحسيمة، الذي كان من المنتظر تنظيمه في 8 شتنبر 2025.
ويأتي هذا القرار في ظل العلاقات الحساسة بين البلدين، حيث فضّلت الحكومة الإسبانية تفادي إحياء حدث تاريخي قد يثير الجدل. لصالح الحفاظ على مسار التعاون الثنائي وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا.
ونقلت وسائل إعلام إسبانية عن مصادر داخل هيئة أركان الدفاع الإسباني أن القرار جاء بناءً على توجيهات وزيرة الدفاع مارغاريتا روبليس. التي أكدت ضرورة تفادي أي خطوة قد تثير استياء الرباط، لا سيما في ظل العلاقات الحساسة بين البلدين.
وحسب مصادر نقلها موقع “Confidencial Digital”، فقد أصدرت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبليس. تعليمات فورية بوقف أي استعدادات لإحياء الذكرى، فور تلقيها معلومات تفيد بأن القوات المسلحة الإسبانية بصدد التحضير لهذا الحدث العسكري التاريخي.
وأوضحت المصادر أن التوجيه جاء بهدف “تجنب أي عمل من شأنه أن يثير غضب المغرب أو يسبب توتراً دبلوماسياً معه”، خاصة في ظل التقارب الحالي بين البلدين على عدة أصعدة.
وتواصل موقع “Confidencial Digital” مع وزارة الدفاع الإسبانية وهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة للحصول على تعليق رسمي بشأن هذا القرار، وذلك منذ 24 فبراير، إلا أن الردود الرسمية لم تصدر بعد.
وكان الجيش الإسباني قد اقترح إدراج هذه الذكرى ضمن احتفالات عام 2025. مخصصًا لها ميزانية خاصة نظرًا لرمزية الحدث في التاريخ العسكري الإسباني، حيث اعتُبر أول إنزال برمائي مشترك ناجح في التاريخ الحديث.
يُذكر أن عملية إنزال الحسيمة وقعت يوم 8 شتنبر 1925، خلال حرب الريف (1920-1927). حيث شنت القوات الإسبانية، بدعم من البحرية والقوات الجوية الفرنسية، هجومًا واسعًا لإنهاء ثورة الريف بقيادة محمد عبد الكريم الخطابي.
وقد شكلت هذه العملية نقطة تحول في مجريات الحرب، حيث ساهمت في إضعاف المقاومة الريفية. خاصة بعد سلسلة من الهزائم التي لحقت بالقوات الإسبانية، أبرزها معركة أنوال عام 1921.
ويعكس قرار إلغاء الاحتفالات تحولًا في السياسة الإسبانية تجاه القضايا التاريخية المرتبطة بالمغرب. حيث أصبحت مدريد أكثر حذرًا في التعامل مع الملفات التي قد تؤثر على التقارب الدبلوماسي بين البلدين.