يسجل مشروع تطوير حقل الغاز في منطقة تندرارة بشرق المغرب خطوات متسارعة نحو مرحلة الإنتاج، بعد مسيرة طويلة من الأبحاث وعمليات التنقيب التي انطلقت منذ عقود، حيث تعود أولى محاولات الاستكشاف إلى القرن العشرين مع تحقيق اكتشافات محدودة في مناطق الغرب ومسقالة.
ويُعد هذا المشروع، الذي تشرف عليه شركات دولية بالشراكة مع المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن، من بين أهم المبادرات الطاقية في البلاد، إذ يهدف إلى تعزيز الإنتاج الوطني من الغاز الطبيعي وتقليص الاعتماد على الاستيراد. وتشير التقديرات الأولية إلى أن الحقل قد يساهم في تلبية جزء مهم من احتياجات السوق المحلية من الغاز، خاصة لمحطات إنتاج الكهرباء وبعض الصناعات الطاقية المكثفة.
ووفق تقرير “ميديا24”، فإن المشروع يمثل ثمرة جهود متواصلة في مجال التنقيب عن النفط والغاز، إضافة إلى الموارد غير التقليدية مثل الغاز الصخري والهيدروجين الطبيعي، وهي أنشطة تتطلب استثمارات ضخمة وتقنيات متقدمة لتحديد المواقع الواعدة بدقة وضمان جدواها الاقتصادية.
ويواجه المشروع تحديات لوجستية وتقنية تتعلق بالبنية التحتية لنقل الغاز، حيث يجري الإعداد لربط الحقل بشبكة أنابيب الغاز الوطنية بما يسمح بضخ الإنتاج نحو مراكز الاستهلاك الرئيسية. كما يُرتقب أن يخلق المشروع فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في المنطقة، وأن يساهم في دينامية التنمية المحلية عبر تحفيز قطاعات خدمية ولوجستية مساندة.
ورغم هذه التحديات، يظل المغرب بلداً غنياً بإمكانات هيدروكربونية لم تُستغل بالكامل، سواء على اليابسة أو في أعماق السواحل، ما يجعل حقل تندرارة مشروعاً استراتيجياً يحمل آفاقاً واعدة لتعزيز الأمن الطاقي الوطني ودعم التحول نحو مزيج طاقي متوازن