إذا كان القانون الدولي يحدد معنى مصطلح تقرير المصير، في منح السكان المحليين حق اختيار التسيير وطريقته، وشكل السلطة التي يريدونها، فإن هاته المواصفات تنطبق على ساكنة الصحراء المغربية، ولعل وجود المجلس الملكي الإستشاري للشؤون الصحراوية المعروف اختصارا ب(الكوركاس). و مقره بالعاصمة الرباط، والذي أسس شهر غشت 1981، وجمد العمل به سنة 1991. ومع زيارة العاهل المغربي محمد السادس إلى الاقاليم الجنوبية في 25 مارس 2006. وفي خطاب من مدينة العيون أعاد صاحب الجلالة تفعيله .
ومن أهداف الكوركاس الدفاع عن الصحراء المغربية، والمساهمة في تنمية الأقاليم الصحراوية، وإعداد تقارير تهم آراء الساكنة تقدم إلى الملك كل سنة.
فإذا كان مفهوم تقرير المصير مرتبطا بالسكان الذين لهم لغة وثقافة واحدة وينتمون إلى منطقة واحدة فإن جغرافية المغرب أكبر دليل على مغربية الصحراء، فكل جهات المغرب مرتبطة ببعضها من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب.
وإذا كانت اللغة الامازيغية واللغة العربية، اللغتان الرسميتان في المغرب. فإن هناك قبائل صحراوية أمازيغية، تعتز بمغربيتها .
إن من يمثل الصحراويين ليست الجبهة الوهمية (بوليساريو) ،فهناك قبائل صحراوية داخل الصحراء تفتخر كونها مغربية وتعتز وبولائها، وانتمائها للمغرب وأبنائها في مراكز القرار يشاركون في التسيير كهيآت منتخبة من قبل الساكنة، ويساهمون في تنمية الأقاليم الصحراوية.
ولعل سياسة الجهوية الموسعة التي ينهجها المغرب لأكبر دليل على مشاركة ساكنة الصحراء في التسيير والتدبير لشؤون الصحراء، ولعلها أرقى شكل من أشكال الحكم الذاتي المعادل لمفهوم(مصطلح) تقرير المصير.