أعادت عملية اغتيال الرجل الثاني في حركة حماس صالح العاروري بالضاحية الجنوبية ببيروت الثلاثاء المخاوف من نشوب مواجهة عسكرية مباشرة وشاملة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني الذي أصبح يواجه في معقله تهديدات أمنية تدفعه إلى الرد.
لا يزال وقع الصدمة كبيرا في معقل حزب الله اللبناني إثر الهجوم الإسرائيلي على جنوب بيروت في 2 يناير2024 والذي أدى إلى مقتل الرجل الثاني في حماس صالح العاروري وبعض من قادة الحركة الإسلامية.
فبالرغم من أن الحزب الشيعي الموالي لإيران لم يكن هو المستهدف بشكل مباشر، إلا أن اغتيال شخصية بارزة من حماس في معقله وعلى أراضيه وضعه على المحك وفي حال صعب.
جاءت هذه العملية العسكرية في وقت لم تتوقف فيه الهجمات وتبادل إطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي وذلك منذ 7 أكتوبر 2023، تاريخ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس.
وإذا كانت الهجمات العسكرية والعمليات القتالية بين الطرفين منحصرة لغاية الآن على مستوى الحدود بين لبنان وإسرائيل، فهناك مخاوف كبيرة من اتساعها لتشمل المنطقة كاملة.
ويعد الهجوم الإسرائيلي على معقل حزب الله الأول من نوعه منذ الحرب التي اندلعت بينهما في صيف 2006، منهيا بحكم الواقع الالتزامات الضمنية التي كانت تربط الجهتين والتي تنص على عدم اعتداء أية جهة على الأخرى.
ضربة قاسية موجهة لحماس و”لمحورالمقاومة”
ويرى أنتوني سمراني، رئيس تحرير جريدة “لوريون لو جور” اللبنانية والناطقة بالفرنسية أن “إسرائيل فجرت جميع قواعد الالتزامات القائمة بين الطرفين وتعدت الخطوط الحمراء. لذا وجد حزب الله نفسه في وضعية حرجة. بمعنى أنه لا يستطيع ألا يرد على الضربة الإسرائيلية. لكن في نفس الوقت إذا رد بقوة فهناك مخاوف من نشوب حرب مباشرة ومفتوحة لطالما حاول تفاديها مع إسرائيل”.
وفي بيان نشر الثلاثاء الماضي، وصف حزب الله الهجوم الإسرائيلي بـ “الاعتداء الخطير على لبنان” و”تطور كبير في الحرب بين العدو (يقصد إسرائيل) ومحور المقاومة”، محذرا أن اغتيال صالح العاروري “لن يمر دون عقاب “.
هذا، وألقى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الأربعاء خطابا حذر فيه الدولة العبرية من “قتال بلا حدود ودون ضوابط” في حال شنت حربا على لبنان.
ويعد الهجوم الإسرائيلي على معقل حزب الله الأول من نوعه منذ الحرب التي اندلعت بينهما في صيف 2006، منهيا بحكم الواقع الالتزامات الضمنية التي كانت تربط الجهتين والتي تنص على عدم اعتداء أية جهة على الأخرى.
ضربة قاسية موجهة لحماس و”لمحورالمقاومة”
وفي بيان نشر الثلاثاء الماضي، وصف حزب الله الهجوم الإسرائيلي بـ “الاعتداء الخطير على لبنان” و”تطور كبير في الحرب بين العدو (يقصد إسرائيل) ومحور المقاومة”، محذرا أن اغتيال صالح العاروري “لن يمر دون عقاب “.
هذا، وألقى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الأربعاء خطابا حذر فيه الدولة العبرية من “قتال بلا حدود ودون ضوابط” في حال شنت حربا على لبنان
وكان هذا الخطاب منتظرا من قبل أنصار الحزب وجاء بمناسبة الذكرى الرابعة لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني قرب مطار بغداد بالعراق بواسطة طائرة أمريكية مسيرة.
ومع مقتل أحد الشخصيات البارزة في حركة حماس، ألا وهو صالح العاروري، كما وعدت بذلك تل أبيب بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، تكون الحكومة الإسرائيلية قد حققت هدفها في لبنان وحرمت في نفس الوقت حزب الله وعرابه الإيراني من أحد الشركاء البارزين في حركة حماس الذي كان بمثابة همزة وصل بين الحركة الإسلامية من جهة وإيران وحزب الله من جهة أخرى.
ووفق مصادر إعلامية لبنانية، كان من المتوقع أن يلتقي صالح العاروري بحسن نصر الله يوم الأربعاء الماضي.
وأضاف الصحافي في جريدة “لوريون لوجور” ” كان صالح العاروري أحد المسؤولين الفلسطينيين الأكثر قربا من إيران وعمل الكثير للتقرب من حزب الله. فضلا أنه كان من بين المنظرين الذين و”حدوا كل جبهات المقاومة ضد إسرائيل”.
رسائل لحسن نصر الله
ومع مقتل صالح العاروري في حي المشرفية في الضاحية الجنوبية لبيروت في عملية هجومية أقل خطورة من الناحية التقنية والدبلوماسية مقارنة بعملية اغتيال مماثلة قد تنفذها إسرائيل في قطر أو في تركيا، حيث يعيش باقي مسؤولي حماس في المنفى، تكون تل أبيب قد بعثت عدة رسائل مشفرة لحزب الله.
الأولى واقعية، مفادها أن إسرائيل استطاعت أن تحدد هدفا وتقضي عليه في مكان يفترض أنه كان آمنا بالنسبة لحزب الله ولصالح العاروري الذي كان يخطط لتنظيم اجتماع في مكتب تابع لحماس في بناية تقع في حي راق.
فهل وقعت حماس ضحية للخيانة أم أن الإسرائيليين كانوا على علم بذلك؟ لا نعلم لغاية اليوم الجواب. لكن لكي يحافظ حزب الله على إطاراته، عليه أن يجيب على هذين السؤالين وبسرعة.
الرسالة الثانية لها طابع جيو سياسي. ومفادها أن إسرائيل لا تخشى رد حزب الله أو أي تطور جديد وخطير في الصراع على حدودها الشمالية. ورغم أنها لم تقر بمسؤوليتها في مقتل صالح العاروري في لبنان، إلا أنها أكدت بأنها تتهيأ “لجميع السيناريوهات”.
وقال الصحافي أنتوني سمراني في هذا الشأن: “من المهم لحزب الله أن يؤكد من جديد قوته في الردع لكن عليه أن يأخذ بعين الاعتبار السياق المحلي. فاللبنانيون لا يريدون الدخول في حرب طويلة والحزب الشيعي لا يملك القدرات لمواجهة شاملة مع إسرائيل، خاصة في ظل تواجد قوات أمريكية كثيرة في المنطقة”.
ونوه نفس الصحفي إلى وجود قراءتين اثنتين ممكنتين للعملية الإسرائيلية. “القراءة الأولى مفادها أن إسرائيل تعتبر أن حزب الله لا يريد الحرب وبالتالي سيرد بشكل محدد. بينما تشير القراءة الثانية إلى رغبة إسرائيل في فتح جبهة قتالية جديدة وكبيرة ضد حزب الله في وقت يبذل حليفها الأمريكي كل جهوده لمنعها من القيام بذلك، انطلاقا من الإدراك أن حزب الله يستطيع أن يرد بشكل حازم وقوي، وبالتالي قادر على إشعال الوضع أكثر في المنطقة”.
مضيفا: “إنها لحظة مهمة جدا بالنسبة لحزب الله رغم أن قراره الدخول أم لا في الحرب لا يتعلق بتصفية القيادات العليا. فلقد لاحظنا ذلك خلال مقتل المسؤول العسكري للحركة عماد مغنية بسوريا في 2008 والجنرال الإيراني قاسم سليماني، فحزب الله لا يرد بهذه الطريقة”.
الحدث بريس….فرانس 24