على عكس الأنباء المتداولة الأسبوع الماضي، بشأن العثور على السائقين المغاربة الأربعة المفقودين على الحدود بين بوركينا فاسو و النيجر، أكدت مصادر مهنية أن مصير هؤلاء لا يزال مجهولا، في حين تم العثور يوم الخميس الماضي على الشاحنات المغربية الثلاث التي كانوا على متنها بالقرب من “Pétèl Kolé” في بوركينا فاسو.
و أكدت رشيدة صبيحي، ممثلة إتحاد سائقي الشاحنات في غرب إفريقيا عن موريتانيا و المغرب، أنه في 17 يناير الجاري، وصلت قافلة مكونة من 13 شاحنة قادمة من المغرب و متجهة إلى نيامي بالنيجر إلى مدينة “دوري” في بوركينا فاسو، في ظل ظروف أمنية صعبة.
و أوضحت صبيحي في تصريح للصحافة، أنه رغم توصية السلطات العسكرية البوركينية للسائقين بالإنتظار حتى 20 يناير لعبور المنطقة الحساسة بين دوري و النيجر تحت حراسة أمنية، قرر 4 سائقين مغاربة و إثنان من السائقين النيجريين تحدي هذا القرار و واصلوا رحلتهم دون حماية.
و أضافت المتحدثة ذاتها أنه مع عدم الإبلاغ عن وصولهم إلى نقطة التفتيش الواقعة على بعد 30 كيلومترا من منطقة “سيتينغا”، أثار ذلك قلقا كبيرا بين العسكريين و ممثلي إتحاد سائقي الطرق في غرب إفريقيا.
و أكدت أنه تم إطلاق عمليات بحث مكثفة للعثور على السائقين المفقودين بعد التنسيق بين السلطات المحلية و ممثلي مكاتب الإتحاد في بوركينا فاسو و النيجر و مالي، موضحة أن تدخل وزارة الشؤون الخارجية المغربية و سفارة النيجر، بالإضافة إلى قوات الجيش و الأمن، ساهم في تقدم التحقيق و ضمان التنسيق الفعال.
و أشارت إلى أنه بعد عدة أيام من البحث و القلق، وصلت أولى الأخبار الجيدة يوم الخميس 23 يناير 2025، حيث أكد “المبروك روبا”، رئيس إتحاد السائقين في النيجر، أن الشاحنات قد تم العثور عليها بالقرب من بتيل كولي، بعد تدخل عسكري.
و قد تم نقل الشاحنات تأمينها بواسطة القوات المسلحة.
و على الرغم من أن الشاحنات كانت في حالة جيدة من حيث الهيكل الخارج- تضيف صبيحي- فقد تم العثور عليها مع أقفال سليمة، لكن داخل الكبائن كان قد تعرض للتخريب. و إضطر العسكريون إلى تشغيل المركبات عن طريق توصيل الأسلاك الكهربائية بعد أن كانت مفاتيح التشغيل مفقودة.
و أكد المصدر نفسه، أنه لا تزال هناك مخاوف مشروعة بشأن السائقين الثلاثة المفقودين، مما يثير القلق لدى عائلاتهم و زملائهم. غير أنها أشارت إلى أن الأمل لا يزال قائما في أن يتم العثور عليهم سالمين و أن يتمكنوا من العودة إلى أحضان عائلاتهم في بيئة آمنة.
في سياق متصل، غادرت أمس الشاحنات المغربية العشر المتبقية، برفقة 11 سائقا، من “دوري” متجهة إلى “تيرا” تحت حراسة مشددة من القوات العسكرية، وفقا لما ذكرته صبيحي.
و أكدت أن القافلة تمكنت من الوصول إلى وجهتها بسلام، حيث تم إجراء جميع إجراءات التخليص الجمركي، و ركن الشاحنات في ساحة الجمرك بانتظار التعليمات اللاحقة.