من مناشدة أم إلى أزمة دولة: طلب عفو عن غليز يكشف ضرب حرية الصحافة ويُنعش التوتر الدبلوماسي بين الجزائر وفرنسا

الحدث بريس15 دجنبر 2025
من مناشدة أم إلى أزمة دولة: طلب عفو عن غليز يكشف ضرب حرية الصحافة ويُنعش التوتر الدبلوماسي بين الجزائر وفرنسا

أطلقت والدة الصحافي الرياضي الفرنسي كريستوف غليز نداءً إنسانيًا إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. التمست فيه إصدار عفو رئاسي عن ابنها المحكوم عليه بالسجن سبع سنوات في الجزائر. في قضية أثارت ردود فعل سياسية وإعلامية واسعة في فرنسا ومنظمات الدفاع عن حرية الصحافة.

نداء الأم إلى الرئيس تبون

ووجّهت والدة الصحافي، سيلفي غودار، رسالة مؤرخة في 10 دجنبر، دعت فيها الرئيس الجزائري إلى التدخل لإنهاء معاناة ابنها. وتمكينه من استعادة حريته والعودة إلى أسرته. وأكدت في رسالتها أنها تراهن على “حسن نية” رئيس الجمهورية وعلى البعد الإنساني في التعاطي مع الملف. معتبرة أن الحكم شكّل صدمة كبيرة للعائلة ولا يتناسب مع مسار ابنها المهني.

خلفية التوقيف وتأكيد الحكم

كريستوف غليز، البالغ من العمر 36 عامًا، صحافي رياضي يعمل مع مجلات فرنسية متخصصة. أُوقف في مايو 2024 بالجزائر خلال مهمة ميدانية لتغطية أخبار نادي شبيبة القبائل في منطقة تيزي وزو شرق العاصمة. وفي يونيو 2025 صدر بحقه حكم بالسجن سبع سنوات بتهمة “الإشادة بالإرهاب” على خلفية اتهامه بالتواصل مع أشخاص تعتبرهم السلطات على صلة بحركة انفصالية مصنفة تنظيمًا إرهابيًا. قبل أن تؤيد محكمة الاستئناف في تيزي وزو هذا الحكم في 3 دجنبر 2025.

تحركات قانونية متواصلة

وإلى جانب طلب العفو، يواصل غليز مساره القضائي عبر استئناف الحكم أمام المحكمة العليا، في محاولة لإعادة محاكمته أو مراجعة العقوبة الصادرة بحقه. ووفق ما أوضحه محاموه، يمتلك الصحافي أيضًا إمكانية التقدم بطلب للإفراج أو لتعديل الحكم. مع تأكيده المتكرر أمام القضاء أنه مارس عمله الصحفي ولم يخرق أخلاقيات المهنة، بحسب فريق الدفاع.

دعم حقوقي وضغط إعلامي

منظمة “مراسلون بلا حدود”، التي تواكب ملف الصحافي الفرنسي وتنسق لجنة دعم لصالحه، اعتبرت أن الحكم “مجحف” وطالبت السلطات الجزائرية بإطلاق سراحه في أقرب وقت. وأكد المدير العام للمنظمة أن استمرار احتجاز غليز يمثل مساسًا بحرية الصحافة، مجددًا الدعوة إلى إنهاء ما وصفه بـ”الظلم البارز” في هذه القضية.

أبعاد دبلوماسية بين باريس والجزائر

على الصعيد السياسي، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحكم الصادر بحق غليز بأنه “مبالغ فيه” و”غير عادل”، معبرًا عن “قلقه العميق” وإرادته في التوصل إلى حل إيجابي عبر الحوار مع الجزائر. وتأتي القضية في سياق حساس للعلاقات الثنائية التي شهدت في السابق توترات دبلوماسية، رغم مؤشرات تهدئة ظهرت مع الإفراج عن شخصيات أخرى خلال الأشهر الماضية، ما يجعل مآل ملف كريستوف غليز اختبارًا جديدًا لمسار التقارب بين البلدين.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.