شهدت مدينة الصويرة انتعاشاً سياحياً واقتصادياً غير مسبوق تزامنا مع فعاليات مهرجان كناوة وموسيقى العالم ، تمثل في إقبال واسع على الفنادق، المقاهي، والمحلات التجارية. غير أن هذه الأجواء الاحتفالية شابها استياء واسع بسبب الزيادات المفرطة في الأسعار، ما أثار حفيظة زوار المدينة، خاصة من السياح المغاربة.
فقد قفز سعر كوب القهوة في قلب المدينة إلى 40 درهماً في بعض المقاهي، فيما تجاوز ثمن وجبة غذاء بسيطة 50 درهماً، وسط شكاوى من أن عدداً من التجار استغلوا المهرجان لتعويض ركود الموسم السياحي العادي. الفنادق المصنفة بنجمتين وثلاث نجمات أعلنت امتلاءها الكامل، ولم تعد الخيارات المتاحة سوى في الفنادق الفاخرة أو الضواحي البعيدة مثل “سيدي كاوكي”.
واستفاد في المقابل عدد من الحرفيين وأصحاب المحلات من هذا الإقبال، خصوصا في بيع التحف الإفريقية والتذكارات، إذ يؤكد بعضهم أن هذه الأيام تُعد الأفضل سنويا من حيث المبيعات، رغم ضعف الإقبال المحلي مقارنة بالسياح الأجانب.
ويرى المهتمون بالقطاع السياحي أن مثل هذه التظاهرات تبرز أهمية السياحة الثقافية في المغرب، القائم على التراث المادي واللامادي، كما هو الحال في مراكش، فاس، وأكادير. غير أن نجاح هذه الرهانات يظل مرهوناً بضبط الأسعار وتحسين تجربة الزائر بما يضمن استدامة الإقبال على مثل هذه الفعاليات.