اتهم سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف اليوم الجمعة الغرب بالسعي إلى الحرب مع روسيا، كما حذرت موسكو واشنطن من التصعيد ضدها انطلاقا من أوكرانيا، في حين يلف الغموض طبيعة الانفجارات التي ضربت أمس الخميس شبه جزيرة القرم ومنطقة بيلغورود الروسية.
ففي تصريحات أدلى بها قبيل الإعلان في واشنطن عن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا، قال باتروشيف إن الغرب لا يتوقف عن الاستعداد لنزاع مسلح مفتوح مع روسيا.
وحمّل المسؤول الروسي واشنطن ولندن مسؤولية كارثة محتملة بمحطة زاباروجيا النووية في أوكرانيا.
وبالتزامن، حذر سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، واشنطن من التصعيد ضد روسيا من الأراضي الأوكرانية، قائلا إن الوضع أصبح خطيرا للغاية.
وقال ريابكوف إن بلاده تريد تجنب أن تصبح الولايات المتحدة طرفا في الصراع بأوكرانيا، وإن واشنطن لا تأخذ تحذيرات موسكو بجدية، مضيفا أن روسيا تعمل مع الولايات المتحدة بشأن الوضع في أوكرانيا على أعلى المستويات.
من جانبه، قال السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف إن ما وصفه بهوس واشنطن بسياسة العقوبات يمنعها من إدراك فشل إستراتيجيتها تجاه روسيا، وفق تعبيره.
كما أصدرت السفارة الروسية في واشنطن بيانا رأت فيه أن ما وصفته بخطاب واشنطن غير المسؤول يشجع كييف على ارتكاب “جرائم ستؤثر على أوروبا عقودا”.
وتحدثت السفارة -في بيان- عن أن القوات الأوكرانية نفذت 12 هجوما مدفعيا وبالطائرات المسيّرة على أراضي محطة زاباروجيا النووية، مشيرة إلى أن تلك الهجمات نتج عنها 50 انفجارا.
وفي السياق نفسه، أفادت وكالة “تاس” -نقلا عن الإدارة المدنية العسكرية التابعة لروسيا في مدينة إينيرغودار- بأن القوات الأوكرانية قصفت مجددا أهدافا في المدينة قريبة من محطة زاباروجيا النووية.
ومنذ أسابيع، تتبادل كييف وموسكو الاتهامات باستهداف المحطة التي تقع في نطاق المواجهات بين القوات الأوكرانية والروسية.
ونقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية عن مسؤولين استخباراتيين أوروبيين ترجيحهم أن تستخدم روسيا محطة زاباروجيا النووية غطاء لحماية قواتها من الاستهداف.
انفجارات القرم وبيلغورود
ميدانيا، لم تتضح بعدُ طبيعة الانفجارات التي وقعت أمس في أنحاء مختلفة من شبه جزيرة القرم وفي منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا، وذلك وسط تكهنات بأنها ربما تكون نتجت عن ضربات أوكرانية.
ففي أقصى الغرب، وتحديدا في سيفاستوبول (مقر قيادة أسطول البحر الأسود الروسي) وقعت 4 انفجارات على الأقل في منطقة بالقرب من مطار بيلبيك العسكري الروسي، وفقا لما نقلته وكالة رويترز عن مصادر محلية.
أما في أقصى شرق القرم، فقال مستشار رئيس القرم الموالي لروسيا إن أنظمة الدفاع الجوي تصدت لتهديدات في أجواء منطقة كيرتش، حيث يقع الجسر الذي يربط بين شبه الجزيرة والبر الروسي. وكان جسر كيرتش أنشئ عقب سيطرة روسيا على القرم عام 2014.
في الوقت نفسه، أعلن ميخائيل رازفوجاييف حاكم سيفاستوبول الموالي لروسيا أن الدفاعات الجوية أسقطت طائرة مسيرة أوكرانية.
وجاءت هذه التطورات عقب تلويح مسؤولين أوكرانيين باستهداف المواقع والمنشآت الروسية في شبه جزيرة القرم، بما فيها جسر كيرتش. وتعد القرم خطا مهما لإمداد ما يسميها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا.
ومع حصول كييف على المزيد من الأسلحة الغربية المتطورة، باتت شبه جزيرة القرم في مرمى النيران الأوكرانية. ونقلت وسائل إعلام غربية عن مصادر أوكرانية أن القوات الأوكرانية قصفت بالفعل مواقع عسكرية روسية في القرم.
وفي بيلغورود الروسية (جنوب غرب) على الحدود مع أوكرانيا، تحدث حاكم المقاطعة عن انفجارات في مستودع للذخائر، وهو ما دفع السلطات إلى إخلاء قريتين بالمنطقة.
وكانت هذه المنطقة الروسية شهدت منذ الأسابيع الأولى للحرب -التي بدأتها روسيا في 24 فبراير/شباط الماضي- سلسلة من الانفجارات التي استهدفت منشآت نفطية وعسكرية.
ضحايا مدنيون
وفي تطورات ميدانية أخرى، أعلنت الإدارة الأوكرانية في مقاطعة دونيتسك بإقليم دونباس (شرق) اليوم مقتل 5 مدنيين وجرح 10 في هجمات روسية خلال 24 ساعة الماضية.
وفي خاركيف (شمال شرق)، قتل 17 مدنيا وأصيب عشرات آخرون في قصف روسي يومي الأربعاء والخميس الماضيين، كما سقط 6 قتلى في قصف مماثل على مدينة كراسنودار المجاورة، وفقا لمسؤولين أوكرانيين.
كما أكد مسؤولون أوكرانيون اليوم تعرض مدينتي ميكولايف ونيكوبول (جنوب) لقصف روسي. وقال المتحدث باسم عمليات الجبهة الجنوبية بالجيش الأوكراني سيرغي فيراتشوك إن الجيش الروسي استهدف عدة مناطق وأحياء في المدينة فجر اليوم.
وأضاف فيراتشوك أن الجيش الروسي استهدف جامعة موهيليانكا في ميكولايف بعدة صواريخ من منظومة”إس-300″ (S-300)، مما أدى إلى حدوث دمار كبير في المنشأة، مشيرا إلى أن الجيش الأوكراني نفذ عدة هجمات ضد مواقع الجيش الروسي ودمر عددا من منظومات “إس-300″، ونفذ غارات ناجحة على مواقع الجيش الروسي في باشتانكا وبريسلاف.
وفي السياق، قالت وزارة الدفاع البريطانية اليوم إن روسيا تواصل قصفها المستمر على جبهة خاركيف الشمالية الشرقية لتشتيت القوات الأوكرانية ومنعها من شن هجمات مضادة في مناطق أخرى.