نربحو كاملين”.. حزب التقدم والاشتراكية يطلق مبادرة وطنية لاستثمار لحظة كأس العالم لبناء مغرب المستقبل

0

بقلم: عبد الهادي بريويك

في خطوة أساسية تعكس وعيا سياسيا بضرورة تحويل اللحظات التاريخية إلى فرص للإصلاح والتغيير، أعلن حزب التقدم والاشتراكية، خلال اللقاء الوطني التنظيمي لكتاب فروعه الإقليمية والمحلية، يوم السبت 20 شتنبر 2025 بالمقر الوطني للحزب بالرباط، عن انطلاق مبادرة وطنية كبرى تحت شعار: “2030 نربحو كاملين”، برئاسة الأمين العام للحزب محمد نبيل بنعبد الله.

وتروم المبادرة، التي تتزامن مع الاستعدادات لتنظيم كأس العالم 2030، إلى جعل هذا الحدث الرياضي العالمي رافعة حقيقية لتحول تنموي شامل، يتجاوز الطابع الاحتفالي الظرفي، نحو بناء مغرب أكثر عدالة وإنصافا وتقدما، من خلال رؤية تشاركية منفتحة على كافة مكونات المجتمع.

رؤية تتجاوز الرياضة إلى التنمية والديمقراطية

وضع حزب التقدم والاشتراكية، من خلال هذه المبادرة، تصوره لمغرب 2030 كمشروع مجتمعي متكامل، يتأسس على مرتكزات واضحة: ترسيخ الاختيار الديموقراطي، تقليص الفوارق الاجتماعية، ضمان الكرامة، وتمكين الشباب والنساء، بالإضافة إلى العدالة المناخية والتنمية المستدامة.

واعتبر الحزب أن اللحظة الراهنة تشكل فرصة استثنائية لمساءلة السياسات العمومية، ورسم ملامح مغرب المستقبل من خلال تجاوز مظاهر الهشاشة والفقر، وضمان خدمات عمومية ذات جودة، خاصة في التعليم والصحة، مع تعزيز المواطنة الفاعلة وربط المسؤولية بالمحاسبة.

ديموقراطية قوية، مواطنة حقيقية

 

في صلب المشروع، يؤكد الحزب على أن لا تنمية ممكنة دون ديموقراطية حقيقية، تقوم على احترام إرادة الشعب، وفصل السلط، واستقلال القضاء، وتعزيز حرية التعبير، مشددا على أن الإصلاح السياسي والمؤسساتي يظل مدخلا أساسيا لأي تحول مستدام.

كما نبه إلى مخاطر الرضى بالحد الأدنى من الإنجاز، داعيا إلى تحويل الزخم الوطني الذي يرافق الإعداد لمونديال 2030 إلى أجندة إصلاح شاملة، تضمن تكافؤ الفرص، وتُحرر طاقات المجتمع، وتؤسس لثقة متجددة بين الدولة والمواطن.

استثمار في الإنسان.. رافعة للمستقبل

أكد حزب التقدم والاشتراكية على ضرورة الاستثمار الجاد في الإنسان، باعتباره مركز أي مشروع تنموي. ودعا إلى تعميم الحماية الاجتماعية، وضمان ولوج جميع المغاربة إلى تعليم عمومي جيد ورعاية صحية حديثة، مع تطوير سياسات نشيطة للإدماج المهني، خاصة لفائدة الشباب والنساء.

 

كما شدد على ضرورة دعم المقاولة الوطنية، ومحاربة الزبونية، والرشوة، والبيروقراطية، وفصل المال عن السلطة، باعتبارها شروطا أساسية لتشجيع المبادرة والابتكار.

تعبئة وطنية مفتوحة للجميع

وما يميز هذه المبادرة هو طبيعتها التشاركية، حيث أطلق الحزب نداء مفتوحا إلى جميع المواطنات والمواطنين، بمختلف انتماءاتهم ومواقعهم، من أجل التفاعل مع هذه الرؤية والمساهمة في إغنائها، خاصة من خلال منصة رقمية وضعت لهذا الغرض، وكذلك عبر جولات ميدانية ستشمل مختلف جهات المملكة.

ويحمل مناضلو الحزب في هذه الحملة الوطنية سؤالا مركزيا إلى المواطن المغربي:

“وأنت، ماذا بوسعك أن تفعله؟ وبأي مغرب تحلم في 2030؟”

نداء من أجل مغرب يربحه الجميع

تُوجت الوثيقة السياسية للمبادرة بنداء صريح من الحزب إلى مختلف الفاعلين الوطنيين، من أحزاب ومؤسسات ومجتمع مدني، من أجل الالتحام حول مشروع مغرب 2030، مشددا على أن هذا الورش لا يمكن أن يُختزل في البنيات التحتية والملاعب، بل يجب أن يشمل الإنسان، والكرامة، والمواطنة، والديموقراطية.

“ما أقسى أن نستفيق بعد انتهاء المونديال على واقع لم يتغير، وآمال خابت”، يقول الحزب في ندائه، قبل أن يختم بالتأكيد على أن تعبئة الإرادة الجماعية، والإمكانيات المتاحة، كفيلة بتحويل الحلم إلى واقع، وتحقيق شعار “2030 نربحو كاملين”، ليس فقط في الميدان الرياضي، بل في كل الميادين التي تصنع المستقبل.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد