أصبح نادي ريال مدريد الإسباني تحت وابل من الانتقادات الشديدة من وسائل الإعلام بعد تعرضه لهزيمتين متتاليتين على أرضه، الأولى برباعية قاسية من غريمه التقليدي برشلونة في “الكلاسيكو” ضمن الدوري الإسباني، ثم الهزيمة بنتيجة 3-1 أمام ميلان الإيطالي في دوري أبطال أوروبا. تعيش جماهير الملكي فترة صعبة، معبرة عن استيائها من الأداء المخيب لفريقهم، فيما وصفت الصحف الإسبانية الوضع داخل قلعة “سانتياغو برنابيو” بأنه أزمة حقيقية باتت تهدد موسم النادي.
وعلى مدى الأيام الماضية، شنت الصحافة الإسبانية، بما فيها “ماركا” و”أس”، حملة من الانتقادات اللاذعة ضد النادي ولاعبيه، وخصوصاً مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي وجد نفسه في موقف لا يُحسد عليه بعد الأداء الكارثي للفريق. ففي الوقت الذي كانت فيه الجماهير تتطلع إلى تجاوز صدمة “الكلاسيكو”، جاءت الخسارة أمام ميلان لتعمق الجرح، وتفتح باب التساؤلات حول قدرة أنشيلوتي على إنقاذ موسم الفريق.
واعتبرت صحيفة “ماركا” أن ريال مدريد يعاني من “غياب الطاقة” و”افتقار للعب الفعّال”، مضيفة أن هذه الخسارة قد تكون “الأكثر حساسية” للمدرب الإيطالي منذ عودته لتدريب الفريق في يوليو 2021. كما وصفت إذاعة “كادينا سير” الفريق بـ”الخجول والجاهل”، وأشارت إلى أن الأزمة قد بدأت تترسخ في النادي، ما يزيد من الضغوط على أنشيلوتي.
من جهته، أشار البرنامج الشهير “الشيرينغيتو” إلى أن مستقبل أنشيلوتي بات غامضاً، متسائلاً عما إذا كان النادي سيتخذ قراراً “بالتخلي عنه”، رغم أن المدرب الإيطالي هو الذي قاد الفريق لتحقيق دوري أبطال أوروبا في ثلاث مناسبات، آخرها في 2024.
وكان من اللافت أن زميله السابق، الإسباني ألفارو موراتا، الذي انضم إلى ميلان هذا الموسم، لعب دوراً كبيراً في هزيمة ريال مدريد بتسجيله هدفين، ما دفع “ماركا” للعنونة بـ”ميلان موراتا يمزق مدريد إلى أشلاء”. كما أكدت صحيفة “أس” أن “ريال مدريد يكرر كارثة الكلاسيكو ضد ميلان” وأن هذا الأداء يجعل الوضع “متفجراً” داخل النادي الملكي.
ومع بقاء مباريات حاسمة في دوري أبطال أوروبا، يحتل ريال مدريد المركز السابع عشر في الترتيب بعد أربع جولات، ما يزيد من التوتر، إذ يتعين عليه الوصول إلى المراكز الثمانية الأولى لضمان التأهل إلى الدور القادم. وينتظر الفريق الملكي تحدٍ أصعب عندما يواجه ليفربول، متصدر المجموعة، يوم 27 نوفمبر المقبل على ملعب “أنفيلد”، ما يفرض على اللاعبين مراجعة أدائهم لتجنب كارثة أخرى قد تعصف بموسمهم.
تأتي هذه الخسائر في وقت حساس، ويبدو أن الرياح لا تسير كما يشتهي المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي بات أمام ضغوط هائلة من الجماهير والصحافة لإنقاذ فريقه من الأزمة وتجنب المزيد من الهزات.