الحدث بريس:ذ. محمد المهدي.
اليوم وبعد اليوم سيندم الجميع على محاربتهم لحركية الشباب المغربي و بعض قواه الحية التي خرجت يوم 20 من فبراير من العام 2011 ، و يعضون ايدهم بالنواجد لسباحتهم ضد التيار الشعبي العام ..
تيار عريض طالب حينها بإسقاط الفساد، و تحقيق الحد الادنى من الكرامة و العدالة الاجتماعية .. لقد كانت ورقة فارقة لم تحسن الدولة ولا الكيانات السياسية استعمالها آنذاك ، لأنه قد كان من الممكن فعل أفضل مما كان..الخطأ القاتل هو أن الدولة آنذاك، اختارت المراهنة على الحلقة الاضعف ان لم نقل الاكثر فسادا في ما سمي بالتيار الاسلامي، و المتمثلة في بنكيران ومن معه من الحزب وحركة التجديد و التوحيد.. و هو اختيار اضحى معلوما للجميع انه جاء في سياق التوجه الامريكي والغربي العام ، و تصورهما لمرحلة ما بعد ما سمي بالربيع العربي . لكن تبين فيما بعد أنه كان رهانا خاسرا و تصورا خاطئا أيضا.
وقراءة قاصرة لآليات تفكير الشعوب الشرقية عموما ، والنتائج المحققة الآن تغني عن الايضاح : بطالة، فقر، انكماش اقتصادي، تعثر تنموي، إفلاس تربوي وأخلاقي ، تدمر شعبي و تشرذم سياسي ونقابي، و الأكثر من هذا و ذاك، تخبط فكري و تمزق هوياتي لم تشهده البلاد من قبل ، يصاحب كل هذا نراجع مخيف لمنسوب الوطنية و الاحساس بالانتماء لذى اغلب الفئات الشبابية الاكثر انتاجية و مردودية ، ثم حرتك هزا وحراك هناك ، و احكام قاسية هناك و اعتقالات و متابعات هناك ، اثارت حفيظة المنظمات الحقوقية الدولية .
لقد كان بالإمكان احسن مما كان، لو لم تناصب اغلب الكيانات الحزبية انتفاضة الربيع المغربي العداء ، حين راحت تحارب طليعة هذا الحراك و تشيطن شعاراته و تقدح في مراميه و تبخس مطالبه التي كانت اجتماعية محضة ، ترغب في محاربة الفساد و اسقاط رموزه و تحقيق الحد الادنى من الحرية والعدالة الاجتماعية ليس الا.. حينما نتحدث عن الاحزاب ، فإننا لا نقصد الجميع طبعا، بل هناك بعض الاستثناءات على قلتها حينا، و ضبابيتها احيانا ..
لكن مع الاسف، لقد أصبحت اللعبة الان أكثر تعقيدا ، و أفق المناورة أكثر ضيقا، و ها قد انكشفت الوجوه و سقطت الاقنعة ، وقد تصدع جدار الخوف لذى المواطن، و خطا بوعيه خطوات كببرة، ما كان ليحققها، او يسعى الى تحقيقها ، لولا الخيبات المتكررة التي عاشها ويعيشها في كل مرة يعتقد فيها ان الخلاص بات على الابواب، وكلما القى بأحلامه و اماله بين يدي من توسم فيهم خيرا و وطنية و نقاء! توالت الخيبات و تراكمت النكبات الى درجة لم يعد للحلم معها مكان ، و لا للأمل فيها عنوان ، الشيء الذي جعل المرحلة اكثر دقة و حساسية ، و جعل المسؤولية اكثر ثقلا و المغامرة اشد خطرا .. وضعٌ لا مجال فيه للخطأ او التردد . يعني بالدارجة المغربية: & لي غفل طارت عينو!! & .
تاوريرت 20 شتنبر 2018.
رؤية واضحة و تحليل في الصميم .. فعلا أخشى أن يكون الشعب ضيع فرصة تاريخية للتغير نحو الأفضل حين وثق في تجار الدين و ألقى بكل بيضه في سلالهم ، التي كانت تتلهف لتصيد المواطن الفقير الذي رسم عالما ورديا من الأحلام بفعل ديماغوجية تجار الدين أنفسهم .
تحياتي سي مهدي