بدأت سوريا و إسرائيل مؤخرًا محادثات مباشرة تهدف إلى تهدئة التوترات الحدودية و منع التصعيد العسكري في المنطقة، و ذلك يأتي في سياق تحول دبلوماسي غير مسبوق.
تأتي هذه الخطوة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في دجنبر 2024، و تولي الرئيس الإنتقالي أحمد الشرع السلطة.
فقد أفضت المحادثات التي جرت في الأسابيع الأخيرة، إلى تعزيز الأمن المشترك و تقليل الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية.
فيما لعب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دورًا محوريًا في هذا التحول، حيث رفع العقوبات عن دمشق خلال جولته الخليجية خلال هذا الشهر، و حث القيادة السورية على السعي للتطبيع مع إسرائيل.
في المقابل، أبدت القيادة السورية إستعدادها لتهدئة الأوضاع، و أكدت إلتزامها بعدم أن تكون سوريا مصدر تهديد لأي دولة، بما في ذلك إسرائيل.
على الرغم من هذه التطورات، لا يزال التطبيع الكامل بين البلدين بعيدًا.
فإسرائيل تفضل التعامل مع الوضع السوري الهش من خلال دعم بعض الأطراف المحلية، مثل الدروز و قوات سوريا الديمقراطية، بدلاً من الإنخراط في تطبيع رسمي مع حكومة جديدة تعتبرها “إسلامية جهادية“.
من جهة أخرى، يظل الشعب السوري، الذي عانى من سنوات من النزاع، مترددًا في قبول أي خطوة نحو التطبيع، معتبرًا أن ذلك قد يكون تنازلًا عن الثوابت الوطنية.
أما في دمشق، فتتزايد المخاوف بين المواطنين من تداعيات هذه المحادثات، خاصة في ظل إستمرار الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
هذا و تشير التقارير إلى أن العديد من السوريين، بالإضافة إلى اللبنانيين المقيمين في دول أخرى، بدأوا في مغادرة البلاد عبر الحدود الأردنية، هربًا من إحتمالات توسع الصراع إلى الأراضي السورية.
في الختام، رغم الجهود المبذولة من قبل بعض الأطراف لتحقيق الإستقرار، يظل المستقبل السياسي لسوريا غامضًا، و يعتمد على توازن القوى الإقليمية و الدولية، بالإضافة إلى إرادة الشعب السوري في تحديد مصيره.