أجرى وزير الشباب و الثقافة و التواصل، محمد مهدي بنسعيد، اليوم الأربعاء بعمان، مباحثات مع وزيرة الثقافة الأردنية، هيفاء النجار، تمحورت حول سبل تطوير العلاقات الثقافية المغربية – الأردنية، و تعزيز التعاون في مجال الصناعات الثقافية.
و أكد الجانبان خلال هذه المحادثات، التي إنعقدت على هامش مشاركة الوزير بنسعيد في المنتدى الدولي رفيع المستوى حول الشباب و السلام و الأمن، الذي إفتتح اليوم بعمان، على متانة و عراقة العلاقات التاريخية بين المملكتين و الشعبين الشقيقين، و على “العلاقة الأخوية و علاقة القربي و الصداقة المتميزة ” التي تجمع بين قائدي البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، و أخيه صاحب الجلالة الملك عبد الله بن الحسين.
و تناولت المباحثات، التي إحتضنها مركز الحسين الثقافي بالعاصمة الأردنية عمان، سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في المجال الثقافي، لاسيما مجال الصناعات الثقافية و الإبداعية، و التي يتخذها المغرب ورشا مهما في إطار إقتصاد الثقافة.
كما همت هذه المباحثات، تنويع الشراكات، و تبادل الخبرات و الأفكار و التجارب، خصوصا ما يتعلق بتنسيق دائم بين المغرب و الأردن داخل المؤسسات الإقليمية و الدولية، فضلا عن بدء تنسيق الجهود لضمان حضور أقوى وفعال بشكل متبادل في المهرجانات و الأحداث الثقافية بالمغرب و الأردن.
و إتفق الطرفان، على إنهاء مراحل تحسين البرنامج التنفيذي الثنائي بين البلدين الشقيقين في المجال الثقافي و الذي وصل مراحله الأخيرة.
في هذا الصدد، دعا الوزير بنسعيد إلى تنويع و تعزيز التعاون و تقوية جسوره و مرتكزاته، من خلال تجديد إتفاقية التبادل الثقافي بين البلدين، و العمل على تطويره على مستوى الصناعات الثقافية، من منطلق يجعل “الثقافة في صلب رهانات التنمية و التطور الإقتصادي المنشود”.
و أشار الوزير بنسعيد، خلال هذه المحادثات التي حضرها على الخصوص مدير ديوانه و القائم بأعمال سفارة المملكة المغربية لدى الأردن عادل أوسي حمو و مدير مهرجان جرش و عدد من المسؤولين الثقافيين بالبلدين، إلى الإمكانيات الثقافية و التراثية التي يزخر بها البلدان، و التي يتعين تثمينها في إطار شراكة فاعلة و عملية، من خلال تكثيف الجهود و البرامج و تعميق الإنفتاح و التبادل الثقافي بين المملكتين.
من جهتها، نوهت الوزيرة الأردنية بالعلاقات المتميزة التي تجمع البلدين، و التي “تتجاوز البعد السياسي، لتشمل الأبعاد الأخوية و الروحية و القيمية و الإنسانية المستدامة”.
و أشادت الوزيرة الأردنية بالتجربة المغربية في مجال التنمية الثقافية، من خلال إرسائها لمرتكزات متينة كفيلة بترسيخ البعد الإقتصادي و التنموي للثقافة، و النهوض بالهوية الثقافية من جهة ثانية، مشيرة إلى ما تزخر به المملكة من تاريخ حضاري عريق، و تراث مادي و لامادي، “أعطى لهذه التجربة زخما قويا، و حقق نتائج مبهرة”.
كما أعربت عن تقديرها للجهود التي يقوم بها المغرب لتطوير المجال الثقافي، و المشاريع الثقافية التي أطلقها المغرب، و التي تروم دمقرطة الثقافة و إدماج البعد الإقتصادي في المجال الثقافي، و هي الأفكار و الرؤى التي تتشاركها الأردن مع المغرب.
و بعد أن ذكرت بعراقة الحضارة المغربية و تراثها الأصيل و المتنوع ، دعت الوزير الأردنية إلى تعميق علاقات التعاون و التبادل الثقافي، من خلال الشراكات و المهرجانات الثقافية و الفنية المختلفة بكلا البلدين.