قالت وكالة “تاس” للأنباء نقلا عن مصدر روسي اليوم السبت إن روسيا قد تتم بحلول 30 سبتمبر/أيلول الجاري ضم مناطق دونباس وخيرسون وزاباروجيا الأوكرانية التي تشهد استفتاءات تصفها كييف وحلفاؤها الغربيون بغير الشرعية، وبينما تحتدم المعارك بهذه المناطق أجرت موسكو تغييرا في القيادة العسكرية.
وأضافت الوكالة الروسية أن مجلس الدوما قد يدرس يوم 29 من الشهر الجاري مشاريع قوانين لضم المناطق الأوكرانية الأربع التي تسيطر عليها روسيا كليا أو جزئيا، وهي لوغانسك ودونيتسك بإقليم دونباس (شرق)، وخيرسون (جنوب)، وزاباروجيا (جنوب شرق).
وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أعلن أمس الجمعة إن الإجراء لضم تلك المناطق يمكن أن يكون سريعا.
وبينما تتواصل عمليات الاستفتاء لليوم الثاني في المناطق الأوكرانية الخاضعة للقوات الروسية قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي بنيويورك إن هذه الاستفتاءات تتم وفق قواعد الحكومات المحلية، وإن موسكو ستحترم نتائجها بشكل مطلق.
وبينما قالت موسكو إن الاستفتاءات تتوافق مع القانون الدولي نددت أوكرانيا وحلفاؤها بهذه الخطوة، وأكدوا أنهم لن يعترفوا بنتائجها، وهددت واشنطن والاتحاد الأوروبي بفرض المزيد من العقوبات على روسيا.
وقد طالبت البعثة الأوكرانية في الأمم المتحدة اليوم بعقد اجتماع في مجلس الأمن، لبحث الاستفتاءات التي تنظمها السلطات الموالية لروسيا.
نتائج جزئية
وستستمر الاستفتاءات -التي تُجرى في دونباس وخيرسون وزاباروجيا- 4 أيام لتنتهي الثلاثاء المقبل، وتُجرى عمليات التصويت وسط معارك محتدمة على تخوم المناطق الأربع وداخل حدودها.
وأعلنت سلطات لوغانسك الموالية لموسكو أن نسبة المشاركة في الاستفتاء بلغت خلال اليوم الأول 22%، فيما تجاوزت نسبة التصويت في دونيتسك المجاورة 23% بحسب السلطات الموالية لروسيا.
وفي الجنوب، قالت سلطات خيرسون الموالية لروسيا أيضا إن نسبة التصويت بلغت أكثر من 15% في عموم المقاطعة، فيما أعلنت سلطات زاباروجيا أن نسبة المشاركة بلغت نحو 20%، وقال زعيم الانفصاليين في دونيتسك إنه لا يهمهم ما إذا كان الغرب سيعترف بنتائج الاستفتاء أم لا.
وسيمثل ضم المناطق الأربع إلى روسيا تصعيدا كبيرا في الصراع، إذ ستعتبر موسكو أي تحرك عسكري يستهدف هذه المناطق بعد انفصالها عن أوكرانيا هجوما على أراضيها.
وكان ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي أشار قبل أيام بوضوح إلى أن موسكو قد تلجأ للأسلحة النووية للدفاع عما تعتبرها أراضيها.
تغيير بالقيادة العسكرية
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم إعفاء الجنرال ديمتري بولياكوف نائب وزير الدفاع الروسي للشؤون اللوجستية ونقله إلى وظيفة أخرى.
وقالت الوزارة -في بيان- إنه تم تعيين اللواء ميخائيل ميزينتسيف خلفا لبولياكوف. ويأتي هذا التغيير بعد تراجع القوات الروسية في مقاطعة خاركيف (شمال شرق) وأيضا في دونيتسك.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) نقلت عن مسؤولين أميركيين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصبح أكثر انخراطا في إستراتيجية الحرب ورفض طلبات قادته الميدانيين بالانسحاب من مدينة خيرسون التي سيطرت عليها القوات الروسية في بداية الحرب التي اندلعت في 24 فبراير/شباط الماضي، وهو ما أحبط الروح المعنوية لدى القوات الروسية، وفق الصحيفة.
وقال المسؤولون الأميركيون إن تدخل بوتين أحدث توترا على الرغم من قبوله توصيات القادة العسكريين مثل تعبئة المدنيين، مشيرين إلى أن الرئيس الروسي خفف سيطرته على التخطيط العسكري بعد ثبوت صحة مخاوف ضباط الروس، وسمح لكبار الجنرالات برسم إستراتيجية جديدة تركز على قصف مدفعي مكثف.
سير المعارك
ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت مقتل أكثر من 340 عسكريا أوكرانيا في قصف نفذته على المواقع الأوكرانية في خاركيف ودونيتسك (شرق) وميكولايف وخيرسون (جنوب).
وقالت الوزارة إن سلاح الجو الروسي أسقط طائرة أوكرانية من طراز “ميغ 29” في مقاطعة دنيبرو (وسط).
في المقابل، قال المتحدث باسم قيادة عمليات الجنوب في الجيش الأوكراني فلاديسلاف نازاروف إن القوات الأوكرانية أسقطت مروحية روسية من طراز “إم آي-8” (MI-8) وطائرة مقاتلة من طراز “سوخوي-25” في ميكولايف.
وأضاف المتحدث إن طائرات مسيرة أسقطت مواد سامة يُعتقد أنها قنبلة “كلوروبيكرين” (Chloropicrin) على مواقع قتالية للجيش الأوكراني.
وفي دونيتسك -التي تشهد هجمات مضادة للقوات الأوكرانية- أفاد مراسل الجزيرة بتجدد القصف الروسي على مدينة باخموت ومحيطها شرقي المقاطعة، في حين قال الجيش الأوكراني إنه أحبط هجوما روسيا على محيط باخموت.
وفي تطور آخر، قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية إن روسيا هاجمت سدا على نهر سيفرسكي دونيتس (شمال شرق) بصاروخ باليستي قصير المدى، وذلك للمرة الثانية منذ أكثر من أسبوع بهدف تدمير نقاط العبور العسكرية الأوكرانية.
وأفاد البيان الاستخباري البريطاني بأن الهجمات الروسية لا تعيق على الأرجح العمليات الهجومية للقوات الأوكرانية التي قالت إنها تحرز تقدما على طول المناطق المحاذية للنهرين الرئيسيين في البلاد.