أكد رئيس مجلس المستشارين، محمد ولد الرشيد، اليوم الجمعة، خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى مراكش البرلماني الاقتصادي للمنطقة الأورومتوسطية والخليج، أن المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يواصل ترسيخ مكانته كفاعل محوري في تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي والقاري، مستنداً إلى موقعه الاستراتيجي كبوابة بين الفضاءات المتوسطية والخليجية والأطلسية.
وشدد ولد الرشيد على أن المملكة تؤمن إيماناً راسخاً بأهمية التنمية المشتركة والتآزر بين الدول، مبرزاً الجهود المغربية لإطلاق مبادرات إقليمية تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة، لا سيما في مجالات الأمن الطاقي والغذائي.
وفي هذا السياق، أبرز المسؤول البرلماني الأهمية الكبرى للمبادرة الملكية الأطلسية، التي تسعى إلى تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، عبر الاستفادة من البنية التحتية المتطورة التي توفرها المملكة، من طرق وموانئ ومواصلات سككية. وأكد أن هذه المبادرة من شأنها تمكين نحو 95 مليون نسمة من فرص الازدهار والاندماج في الاقتصاد العالمي، من خلال ربط غير مسبوق بين هذه الدول وميناء الداخلة الأطلسي.
كما أشار إلى أن المشروع يشكل محورا استراتيجيا يربط إفريقيا بالفضاء الاقتصادي العالمي، عبر شبكة مينائية متكاملة تمتد من المحيط الأطلسي إلى المتوسط والخليج.
وفي مجال الطاقة، أبرز ولد الرشيد التقدم المحرز في مشروع أنبوب الغاز الإفريقي – الأطلسي، الذي يجري تنفيذه بالتعاون مع نيجيريا، ويهدف إلى تسهيل وصول الطاقة لدول غرب إفريقيا، مما يعزز التنمية المستدامة ويكرّس السيادة الطاقية للمنطقة الأورومتوسطية.
وأكد أن هذا الأنبوب، الذي سيتيح لاحقاً نقل الهيدروجين الأخضر، يمثل أحد أطول المنصات الطاقية اللوجستية في العالم، وسيعزز مكانة القارة الإفريقية كمصدر استراتيجي للطاقة عالمياً.
وفي جانب التكامل الصناعي، دعا رئيس مجلس المستشارين إلى بناء مسارات إنتاج مشتركة بين دول الخليج والأورومتوسط، خصوصاً في الصناعات الاستراتيجية مثل الرقائق الإلكترونية، والصناعات الفضائية، والأمن السيبراني، والطاقات المتجددة. كما شدد على أهمية الاستثمار في الرأسمال البشري وتطوير آليات التمويل المشترك من خلال إنشاء صناديق استثمار إقليمية وتعزيز التعاون الأكاديمي.
وفي ختام كلمته، دعا ولد الرشيد البرلمانات إلى الاضطلاع بدور محوري في التشريع والترافع من أجل تسهيل مسارات الاندماج والتعاون الاقتصادي، ودعم التحول التنموي في المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أن منتدى مراكش البرلماني الاقتصادي، المنظم من قبل مجلس المستشارين والجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يشكل منصة للحوار بين قادة سياسيين واقتصاديين وممثلين عن المجتمع المدني، لبحث تحديات الاقتصاد العالمي وتعزيز التعاون بين المنطقتين الأورومتوسطية والخليجية.