أعلن نادي عموم إنجلترا، اليوم الأربعاء، أن بطولة ويمبلدون للتنس ستشهد تغييراً جذرياً في نسختها القادمة، حيث سيتم استبدال حكام مراقبة الخطوط التقليديين بنظام إلكتروني متطور، منهية بذلك تقليداً استمر لمدة 147 عاماً. هذا القرار يأتي بعد مراجعة دقيقة للتجارب التقنية التي أجريت خلال البطولة الأخيرة، ويهدف إلى تحسين دقة القرارات التحكيمية وتوفير ظروف أكثر تنافسية للاعبين.
على مدار ما يقارب القرن ونصف القرن، كان مشهد حكام الخطوط الذين يرتدون الملابس الأنيقة ويقفون على جانبي الملاعب العشبية جزءاً لا يتجزأ من هوية ويمبلدون، إلا أن التطور التكنولوجي فرض نفسه كبديل عملي لضمان دقة التحكيم. النظام الجديد الذي سيتم اعتماده ابتداءً من نسخة العام المقبل، تم تجريبه لأول مرة في نهائيات الجيل القادم التي نظمها اتحاد اللاعبين المحترفين في ميلانو عام 2017، واعتمد بشكل أوسع خلال جائحة كوفيد-19.
ويمبلدون تنضم بذلك إلى البطولتين الكبيرتين، أستراليا المفتوحة وأميركا المفتوحة، اللتين سبق لهما اعتماد هذا النظام الإلكتروني، بينما تواصل بطولة فرنسا المفتوحة الاعتماد على حكام الخطوط التقليديين.
وأوضحت سالي بولتون، الرئيسة التنفيذية لنادي عموم إنجلترا، في بيان صحفي، أن “التجارب أثبتت أن التقنية الجديدة توفر مستوى عالٍ من الدقة في المباريات، وتضمن للاعبين نفس الظروف التحكيمية التي اعتادوا عليها في بطولات أخرى ضمن جولات المحترفين”.
ورغم أن القرار لقي استحساناً لدى اللاعبين الذين يفضلون الحسم التكنولوجي، إلا أن بعض عشاق ويمبلدون المحافظين قد يشعرون بالحزن لفقدان جزء من تراث البطولة. الجدل الذي كان يصاحب قرارات حكام الخطوط، والذي شكّل جزءاً من دراما المباريات، سيتلاشى، وهو ما قد يثير مشاعر مختلطة، خصوصاً لدى من يتذكرون تصرفات البطل السابق جون مكنرو، الذي اشتهر بانتقاد حكام الخطوط.
ومع ذلك، سيتم الاحتفاظ بحكام الكرسي، مما يضمن استمرار وجود العنصر البشري في مراقبة سير المباريات.