سجّل معدل البطالة في المغرب انخفاضًا طفيفًا خلال الربع الأول من عام 2025، حيث تراجع من 13.7% إلى 13.3%، بحسب معطيات حديثة صادرة عن المندوبية السامية للتخطيط.
ويعكس هذا التراجع انخفاض عدد العاطلين بنحو 15 ألف شخص على المستوى الوطني، وهو ما يطرح أسئلة حول طبيعة التحولات التي يعرفها سوق الشغل في المغرب، وتوزيع فرص التشغيل بشكل غير متوازن بين المناطق والفئات العمرية.
وأظهرت البيانات أن هذا الانخفاض مردّه بشكل رئيسي إلى تراجع عدد العاطلين في المناطق الحضرية بنحو 40 ألف شخص، بنسبة انخفاض بلغت 16.6%، في مقابل ارتفاع البطالة في المناطق القروية بـ25 ألف شخص، مما يسلّط الضوء على الفوارق المجالية في سوق العمل ويفرض تحديات على السياسات التنموية المحلية.
وفي ما يخص التفاوت بين الجنسين، فقد تراجع معدل البطالة في صفوف الرجال بـ0.5 نقطة مئوية ليبلغ 11.5%، مقابل انخفاض أقل لدى النساء بـ0.2 نقطة فقط، ليستقر عند مستوى مقلق بلغ 19.9%. وتشير هذه الأرقام إلى استمرار الهشاشة الاقتصادية التي تعاني منها النساء، رغم التحسن النسبي على المستوى العام.
أما على صعيد الفئات العمرية، فقد شهد معدل البطالة ارتفاعًا مقلقًا في صفوف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة، حيث بلغ 35.9%، بزيادة قدرها 1.8 نقطة مئوية مقارنة بالعام الماضي. في المقابل، سجّل هذا المعدل تراجعًا في الفئات العمرية الأخرى، أبرزها فئة 25-34 سنة التي تراجع فيها معدل البطالة بـ0.8 نقطة إلى 21.2%.
المعطيات الجهوية تكشف أيضًا تمركز 70% من العاطلين في خمس جهات رئيسية، تتقدمها جهة الدار البيضاء-سطات بنسبة 23% من مجموع العاطلين، تليها جهة فاس-مكناس بـ13.2%، ثم جهة الشرق بـ12.2%، وجهة الرباط-سلا-القنيطرة بـ11.9%، وأخيرًا جهة طنجة-تطوان-الحسيمة بنسبة 9.8%.
وتعكس هذه الأرقام تحديات عميقة يواجهها سوق الشغل المغربي، أبرزها هشاشة التشغيل لدى الشباب، واستمرار الفوارق المجالية والهيكلية، وضرورة تعزيز الإدماج الاقتصادي للفئات الهشة، لا سيما في العالم القروي.