يستعدّ مجلس الأمن الدولي، خلال جلسة مرتقبة خلال الأيام المقبلة، للتصويت على مشروع القرار الأمريكي المتعلق بقضية الصحراء المغربية، في خطوة يُنتظر أن تحدد ملامح المرحلة المقبلة من هذا الملف الذي ظلّ يراوح مكانه لعقود. ويأتي التصويت المنتظر في وقت تتجه فيه واشنطن، بصفتها “حاملة القلم” داخل المجلس، إلى تمرير قرار جديد بشأن مستقبل بعثة “المينورسو” وتدبير النزاع الإقليمي، يُكرّس بوضوح مقترح الحكم الذاتي الذي تقدّمت به الرباط باعتباره الحلّ “الوحيد والواقعي” للنزاع.
ويضمّ مجلس الأمن 15 عضواً، من بينهم خمسة دائمون يتمتعون بحقّ النقض (الفيتو)، وعشرة غير دائمين. وبحسب المعطيات الدبلوماسية المتوفّرة، فإن الولايات المتحدة، صاحبة المشروع، تحظى بدعم صريح من كلٍّ من فرنسا والمملكة المتحدة، اللتين عبّرتا بشكل واضح عن مساندتهما للمقترح المغربي، إذ سبق لباريس أن أعلنت اعترافها الرسمي بمغربية الصحراء، فيما وصفت لندن مبادرة الحكم الذاتي بأنها “أساس واقعي ودائم” لتسوية النزاع. في المقابل، يُنتظر أن تلتزم موسكو وبكين الحياد عبر الامتناع عن التصويت، من دون أن تمارسا حق النقض.
أما في صفّ الأعضاء غير الدائمين الذين تنتهي ولايتهم سنة 2025، فتبدو المواقف أكثر تبايناً. فبينما تتجه الجزائر، الطرف المعنيّ بشكل مباشر بالنزاع، إلى الامتناع عن التصويت بحسب ما أوردته صحيفة “الخبر” الجزائرية، تبقى غيانا العضو الوحيد الذي يُتوقع أن يصوّت ضد القرار، بالنظر إلى اعترافها القديم بـ”جبهة البوليساريو” منذ عام 1979. في المقابل، تميل كل من كوريا الجنوبية وسيراليون وسلوفينيا إلى دعم مشروع القرار الأمريكي، خصوصاً بعد أن أشادت هذه الدول في أكثر من مناسبة بمبادرة الحكم الذاتي أو افتتحت قنصلياتها بمدينة الداخلة.
وعلى مستوى الأعضاء غير الدائمين الذين تستمر عضويتهم إلى سنة 2026، ترجّح المعطيات أن يسود موقف داعم بشكل شبه كامل للمغرب. فباكستان تُعد من أبرز الدول المدافعة عن وحدة المملكة الترابية، وبنما كانت قد جمّدت اعترافها بـ”البوليساريو” عام 2024، فيما عبّرت الصومال عن موقف مشابه من خلال افتتاح قنصلية في الداخلة دعماً للسيادة المغربية.
أما اليونان والدنمارك، فتعكسان توجهاً أكثر توازناً، إذ وصفت كوبنهاغن خلال العام الماضي المقترح المغربي بأنه “مبادرة جادة وموثوقة”، بعدما كانت تصفه قبل عقدين بغير القانوني، بينما تعتبر أثينا أن مبادرة الحكم الذاتي تمثل مقاربة واقعية وجدّية لإنهاء أحد أقدم النزاعات في القارة الإفريقية.