الحدث بريس:
مجموعة من الغيورين على جهة درعة-تافيلالت.
يبدو أن الحبيب الشوباني، وخلال فترة النقاهة التي يقضيها باستمرار على ساحل المحيط الأطلسي بالهرهورة، وحتى لا يمل من شغفه بتلك التي حاول أن يربط عيد ميلادها باختراع يوم وطني للمجتمع المدني، عمد إلى البحث في كيفية استغواء ناخبي جهة درعة تافيلالت، إلا أنه بطبيعته البعيدة عن واقع الجهة والمتطلعة إلى الآفاق الأبعد، سواء كانت في الصين شرقا أو في أمريكا غربا، ومما يبدو كذلك، أنه خلال بحثه هذا، ” استهدى” إلى أبحاث أمريكية خلصت إلى أن التكرار قد يكون جذابا لسامعيه، وهي أبحاث قامت بها ( إليزابيت ماركوس) في عالم الموسيقى، وحدا حدوها العالم الأمريكي (روبيرت بورنستاين) في عالم دراسة نفسية السياسيين، حيث يقول: ( ليس مهما ما يحتوي الإعلان من معلومات، بل تكمن الأهمية في التكرار الذي يعتمد على رؤية وجه السياسي بشكل مستمر، ويعتمد أيضا على تكرار اسم الذي يجذب الانتباه).
والمتتبع لتكرار ظهور وجه الحبيب شوباني الباهت، وكذا تكرار كلامه الأجوف، نرى أن صاحبنا آمن بروبيرت بورنستاين وكفر بمبادئ المغاربة في هذه الجهة المجاهدة، والذين يؤمنون بأن أصدق الأعمال ما صدقت فيه النوايا.
ففي آخر إطلالة فايسبوكية للحبيب الشوباني، نجد أنه عمد مرة أخرى إلى تكرار كلماته الاعتيادية، وهي المساهمة والشراكة والمراجعة والقراءات والاستنتاجات والأسئلة التي تبقى بلا جواب أو تعطي لها أجوبة ” أفقر من فار الجامع” كما يقول المثل الشعبي.
فكلمات الشوباني، كما قلنا، تظل جوفاء لأنها لا تنطبق على سلوكاته. فعندما يتكلم الشوباني عن المساهمة والشراكة والمراجعة، فهو ينفرد بديكتاتوريته في طرح جدول الأعمال، دون إسهام ولا إشراك أعضاء المكتب، كما تنص على ذلك المادة 41 من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات، والتي تقول حرفيا :” يعد رئيس المجلس جدول أعمال الدورات، بتعاون مع أعضاء المكتب، مع مراعاة أحكام المادتين 42 و 43 بعده.”
أما القراءات والاستنتاجات والأسئلة، التي حاول الشوباني أن يجدب إليها أنظار الرأي العام المحلي، فقد كشفت بؤسه السياسي واستخفافه بذكاء أهل جهة درعة تافيلالت، حيث تساءل كم يوم عمل سينتج عن استثمار 67 مليار سنتيم لفك العزلة جدريا عن الجهة، وسرد أعداد الكيلومترات التي ادعى أنه سيتفضل بها على الجهة؛ 268 كلم ببوادي ميدلت، 18 كلم بمدخل وارزازات و 6 كلم بمدخل تنغير، وهو كما أشرت برنامج حكومي لا يحق لك التباهي به، كأن سيادته تتفضل علينا بفتات موائده.
فالسؤال الواجب طرحه، كم من يوم عمل أهدرت فيما ليس باختصاصك، من نقل مدرسي أبرمت “صفقتين”بشأنه مع شركتين؛واحدة بأيت ملول والأخرى بالرباط، بما مجموعه 60 مليون درهم،يملكهما نفس الشخص، واللتين لم تخلقا إلا لابتلاع هذه “الصفقة” المبرمة خارج القانون؟
وكم من ملايين الدراهم أهدرت في إطار عقود القانون العادي لشركة “أمواج” و”فضاء سياحة” وشركة “ميران” بأرفود والخبراء الذين لم يفتوا لنا بأي حل للقضاء على الفقر والتهميش بهذه الجهة ؟
وكم من ملايين الدراهم أهدرت في مطاعم باريس وبكين، وأسفار لم تجن منها ساكنة الجهة إلا الأصفار؟
فلعلمك، وبعد هذه السنوات العجاف من تدبيرك المشين والمرتبك، نسائلك وأنت الذي ترأست الجهة لمدة خمس سنوات ولم يتبق في عمر رئاستك إلا أشهرا معدودات، كم من منصب كان سيعطى لبنات وأبناء درعة- تافيلالت في منصب واحد، فضلت أن تعطيه لمتجنسة فرنسية، وكأن الجهة تحتاج إلى مترجم فرنسي لا يفقه إلا الفرنسية؟
ونسائلك من ناحية أخرى، كم يوم عمل كانت هذه الملايين من الدراهم التي أهدرت في سفرياتك أنت و ” العائلة الكريمة” إلى تركيا والصين وباريس وغيرها من بلدان العالم؟
وباختصار شديد، وحتى لا يساورك الظن أنك نجحت في استبلاد الرأي العام المحلي بجهة درعة – تافيلالت، فإننا نسائلك وأنت على بعد أشهر معدودات من انتهاء مهمتك الفاشلة، ماذا جلبت من قيمة مضافة لهذه الجهة وساكنتها، وأنت الوزير السالف الذي يحظى بقربه من رئيس الحكومة، وقربه من وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، وقربه من وزير الطاقة والمعادن والبيئة وقربه من وزير “حقوق الانسان” في الوقت الذي تنتهك فيه الحرمات وتستعبد العاملات.
الجواب: أنك لم تجلب إلا الشلل والجمود والتشنج لهذه الجهة التي جثمت على رقاب أهلها لسنوات أهدرت فيها المال والزمن.
ولعلمك، فلا نحتاج إلى فتات الإسفلت الذي تمنينا بها وأنت لم يبق في عمرك إلا عدة الأرملة، بل نحتاج إلى طريق سيار كباقي جهات المملكة، أو على الأقل إلى طريق مزدوجة تفك العزلة نهائيا عن الجهة ويمكنها من انطلاقة حقيقية؛ وهي 704 كلم بالضبط، تربط مابين الحاجب ومراكش، مرورا بميدلت، الرشيدية، تنغير، زاكورة ووارزازات.
ولعلمك؛ إننا يئسنا من تباكيك وتظاهرك بالصلح والإصلاح، لأنك لم ولن تصدق الوعد وتجارب سنوات خمس كانت كافية لمعرفة الوجه الحقيقي الذي خدعتنا به أنت وثلة من مرتزقي السياسة.