الحدث بريس : متابعة
باعتبارها مكونا أساسيا في القطاع الفلاحي، تزخر تربية المواشي على صعيد جهة مراكش آسفي بمؤهلات كبيرة ومتنوعة تجعلها قطاع مساهما في الدينامية الاقتصادية والاجتماعية التي يعرفها هذا الجزء من التراب الوطني.
وما يدل على ذلك هو ترقيم أزيد من 1,4 مليون رأس من الأغنام والماعز بجهة مراكش آسفي من طرف مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، وهو ما يمثل حوالي 20 في المئة من مجموع الأغنام والماعز المرقمة على الصعيد الوطني.
كما قامت المصالح البيطرية التابعة للمديرية الجهوية للمكتب الوطني بجهة مراكش آسفي، بتسجيل 52 ألفا و167 ضيعة لتربية وتسمين الأغنام والماعز، منذ يناير 2020، في إطار برنامج عيد الأضحى برقم معاملات مرتقب يبلغ 2,5 مليار درهم.
وتعود أهمية هذا القطاع إلى عدد من العوامل من ضمنها وجود خبرة كبيرة وتجربة متراكمة على امتداد السنوات من طرف مربي الماشية بالجهة على مساحة إجمالية (780 ألف هكتار)، وكذا الجهود المتواصلة المبذولة من قبل قطاع الفلاحة، في إطار مخطط المغرب الأخضر، قصد تحسين أداء القطاع وتمكينه من الاضطلاع بدوره كاملا داخل الاقتصاد الجهوي والوطني.
وتتجسد هذه الجهود في عدد من المبادرات الكبرى الموجهة إلى هذا القطاع من أجل تنميته الدائمة والمتواصلة، من خلال تحسين نسل المواشي على صعيد الجهة، ومواكبة مربي الماشية من خلال التكوين والاستشارة من قبل المصالح اللاممركزة لقطاع الفلاحة، وتحسين جودة وصحة القطيع وغيرها.
وهكذا، استفادت جهة مراكش آسفي، في إطار المخطط الفلاحي الجهوي، من مشاريع هامة مهيكلة، من ضمنها 33 مشروعا فلاحيا تضامنيا منجز وممول بشكل كلي من قبل قطاع الفلاحة لفائدة 26 ألف و300 مربيا صغيرا باستثمارات إجمالية تصل إلى 380.1 مليون درهم، ما يعني قطاعا اجتماعيا بامتياز.
وستتواصل هذه الجهود في إطار الاستراتيجية الجديدة “الجيل الأخضر”، إلى جانب إجراءات ظرفية أخرى متخذة من قبل قطاع الفلاحة من أجل دعم الفلاحين بالجهة، قصد مواجهة الآثار السلبية لقلة التساقطات المطرية المسجلة خلال هذا الموسم.
ويتعلق الأمر أساسا، بعملية توزيع الشعير المدعم لفائدة مربي الماشية، في إطار البرنامج الوطني لدعم علف الماشية، أي ما يعادل 755 ألف قنطار، من ضمنها 160 ألف قنطار كدفعة أولى و595 ألف قنطار كدفعة ثانية.
وتم إطلاق دفعة ثالثة من 700 ألف قنطار للفترة يوليوز-شتنبر، حيث تتضمن هذه الدفعة توزيع العلف المركب لمربي المواشي المدرة للحليب (79 ألف قنطار)، إضافة إلى تهيئة نقط لتوريد القطيع.
وإلى جانب توزيع الشعير المدعم، تسهر المصالح الفلاحية على المستوى الجهوي على تتبع الوضعية من أجل اتخاذ جميع التدابير اللازمة، وذلك بحكم تطور الظروف المناخية، مع التعبئة والعمل الوثيق مع السلطات الإقليمية والمحلية وممثلي الغرفة الفلاحية.
وبالمناسبة، أكد رئيس مصلحة الفروع الحيوانية بالمديرية الجهوية للفلاحة بمراكش آسفي، محمد رمزي، أن قطاع تربية المواشي على الصعيد الجهوي يزخر بمؤهلات هامة، من ضمنها المساحة الإجمالية (780 ألف هكتار)، ووجود 60 ألف و400 هكتار من الزراعات العلفية، من ضمنها 25 ألف هكتار من المساحة المسقية ومهنية مربي الماشية.
وتابع السيد رمزي أن هذا الفرع يتضمن أيضا تنظميات مهنية دينامية ووحدات للتثمين، وأهمية سلالة “الصردي”، والتأطير والمواكبة التي يحظى بها مربو الماشية من طرف مصالح قطاع الفلاحة.
وردا على سؤال حول الإكراهات الكبرى التي يعاني منها القطاع، أوضح أن هذه الأخيرة ترتبط أساسا بالتقلبات المناخية، كتعاقب مواسم الجفاف، والموارد المائية الضعيفة لتأمين تغذية القطيع من خلال الزراعات العلفية المسقية، وهيمنة تربية المواشي الصعبة نسبيا.
وعلى صلة بالتدابير المتخذة من طرف المديرية الجهوية في إطار مكافحة جائحة (كوفيد-19)، أشار المسؤول إلى إحداث لجان مختلطة تضم السلطات المحلية وممثلي المصالح المعنية لقطاع الفلاحة من أجل تأطير وتحسيس مربي الماشية وزوار أسواق عرض الماشية حول التدابير الوقائية.
وتتضمن التدابير أيضا، توزيع دلائل “عيد الأضحى” المعدة من وزارة الفلاحة والداخلية حول الإجراءات الخاصة الواجب التقيد بها من مختلف المتدخلين في هذه العملية، وتوزيع الكمامات الواقية والسائل المعقم بمداخل الأسواق المهيئة بمناسبة عيد الأضحى، وتقوية عمليات ترقيم القطيع خاصة الماعز والأغنام الموجهة للذبح ومراقبة وحدات التسمين.
ويستفيد قطاع تربية الماشية من مساهمة ملحوظة للمصالح الأخرى، على غرار المكتب الوطني للمجلس الفلاحي والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، لاسيما في مجال الخبرة والمهارة. ويتمثل الهدف في تمكين القطاع من مواكبة تقنية وعلمية فضلى من شأنها أن تنهض بتنميته والرفع من أدائه وجودته، لفائدة المهنيين أنفسهم.
وهكذا، ومن أجل ضمان صحة أفضل للقطيع على صعيد جهة مراكش آسفي، قامت المديرية الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بتلقيح حوالي 330 ألف رأس من البقر ضد الحمى القلاعية، إلى جانب تلقيح 3 ملايين من الأغنام ضد طاعون المجترات الصغيرة والجدري، تنضاف إلى تلقيح 600 ألف رأس من الماعز ضد طاعون المجترات الصغيرة.
وتندرج هذه العملية في إطار تنزيل المخطط الوطني للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية من أجل مكافحة الأمراض الحيوانية المعدية.
وتؤمن حملات التلقيح، التي أطلقت منذ 17 يناير 2020، بشكل مجاني لفائدة مربي الماشية، من خلال تعبئة 89 طبيبا بيطريا خاصا على الصعيد الجهة، تحت الإشراف المباشر للمصالح البيطرية الإقليمية التابعة للمديرية الجهوية للمكتب.
وتزامنا مع عملية التلقيح، تتابع المصالح البيطرية التابعة للمكتب الحالة الصحية للقطيع على الصعيد الجهوي، التي وصفتها بـ”الجيدة”.
وينتظر قطاع تربية المواشي بجهة مراكش آسفي مستقبل واعد، لاسيما على ضوء خارطة الطريق الجديدة “الجيل الأخضر”.
وفي هذا الصدد، تم إيلاء أهمية كبيرة لرسملة مكتسبات مخطط المغرب الأخضر من أجل تنزيل جهوي للاستراتيجية الجديدة “الجيل الأخضر” يتماشى مع مؤهلات جهة مراكش آسفي.
وبالإضافة إلى ذلك، سيتم إيلاء اهتمام خاص للرأس مال البشري (تغطية الضمان الاجتماعي للمربين، وتطوير منتجات التأمين، وتنشيط المنظمات المهنية وتعزيز الجيل الجديد من مشاريع الفلاحة التضامنية، والتطوير المستمر للقطاعات الحيوانية في إطار عقود برنامج مع مهن الألبان واللحوم الحمراء وتربية النحل والدواجن).
وسيتركز المجهود أيضا على إنجاز مشاريع هيكلية لتطوير سلاسل قطاع تربية المواشي (المجازر والأسواق الأسبوعية وتنظيم مسالك التسويق وتشجيع إحداث وحدات حديثة للتثمين، وكذا إحداث مخطط عمل جهوي لتنمية المسالك).