الحدث بريس – المختار العيرج
للمرة الثانية، و على امتداد ولايتين متتاليتين من تدبير حزب العدالة و التنمية للشأن العام بعاصمة جهة درعة تافيلالت، يضطر عبد الله هناوي رئيس جماعة الرشيدية لرفع الدورة بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني .
لم يحدث ذلك أبدا في الولاية السابقة التي كان المكتب المسير مكونا من البيجيدي و مستشاري حزب التقدم و الاشتراكية، لكنه تم في هذه الولاية التي يستحوذ فيها حزب العدالة و التنمية على الأغلبية و يسير الجماعة بمفرده في تجربة لم تتحقق للحزب بهذه المواصفات سوى بمدينة الرشيدية في كل الاقليم و الجهة عامة .
لأول مرة يغيب كل مستشاري الجماعة عن الدورة ماعدا الرئيس و سلطة الوصاية ممثلة بباشا المدينة، فبقيت كراسي الأغلبية المنتمية لحزب العدالة و التنمية و التي تتكون من 18 مستشارا، و مقاعد المعارضة المكونة من حزب الاستقلال و الحركة الشعبية و الأصالة و المعاصرة و عددها 16 مستشارا فارغة، فقرر الرئيس رفع الدورة بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني .
نصاب صار منذ الجلسة الأولى التي انعقدت بتاريخ 7 أكتوبر و التي رفعت هي الأخرى بنفس السبب، مثيرا للتساؤلات و مدعاة للاستغراب، فكيف يغيب النصاب و حزب العدالة و التنمية يتوفر بمفرده عليه، فهل يتعلق الأمر بخلاف بين العناصر المكونة للأغلبية و ما طبيعته فهل هو شخصي تطغى عليه الحسابات الشخصية أم أنه تقني يتعلق بطريقة تدبير الشأن الجماعي من قبل الرئيس و المقربين منه أم هو عقائدي فكري يرتبط بمراجعات للاختيارات و المرجعيات ؟ أسئلة كثيرة يطرحها المواطنون فحاولنا الاتصال بالرئيس و بعض المستشارين لكن الهاتف ظل يرن بدون جواب، في حين اعتذر مستشار آخر بسبب تواجده أمام مقود سيارته في طريقه إلى الرشيدية قادما من الرباط .
أما المعارضة ففي اتصال برئيس فريق حزب الاستقلال مولاي الحسن بلفقيه فأحالنا على البيان السابق لفريقه و الذي يشتكي من تهميش مقصود للمعارضة من قبل الرئيس الذي دأب مرارا على حرمانها من الوثائق و المقررات الخاصة بالدورات، فكان اختيارها للغياب احتجاجا على الاجحاف الذي تقابل به مما جعل أداءها لمهامها في هذه الظروف متعذرا .
و كيفا كانت القراءات و التأويلات و التبريرات، فإن الجميع ينتظر بفارغ الصبر الجلسة الثالثة لدورة أكتوبر فهل ستحضر الأغلبية كلها هذه المرة لتمرير مقررات الدورة أم سيتغيب بعضها و في هذه الحالة ستكون تحت رحمة مستشاري المعارضة الذين تراصت صفوفهم و توحدت كلمتهم خلال دورة أكتوبر …