تعرضت فتاتان مساء أمس الثلاثاء وهما في طريقهما للسفر إلى مراكش عن طريق المحطة الطرقية الجديدة لعاصمة البوغاز لعملية كريساج خطيرة من طرف عصابة تستعمل لهدا الغرض سيارة من نوع “بيكانطو” رمادية اللون.
وصرحت إحدى الضحايا في اتصال هاتفي مع الموقع بأنها تعرضت رفقة زميلتها لـ”الكريساج” الدي انطلقت فصوله من المجمع السكني “ديار طنجة“. لتنتهي فصوله في خلاء مظلم بخندق الورد التابع لمنطقة بني مكادة. موضحة أن الجناة كانوا على متن سيارة صغيرة من نوع “بيكانطو” قد تكون تابعة لإحدى وكالات كراء السيارت بالمدينة. أرغم راكبوها الضحيتين على الركوب بالقوة عن طريق فتح أبواب السيارة بسرعة ليباغتوهما بالأسلحة البيضاء.حيث ثم تجريدهما من كل الأمتعة والحاجيات. ورميهما لعصابة أخرى كانت في انتظارهم بمكان آخر مظلم ضواحي منطقة بني مكادة.
تهديد بالسلاح الأبيض
وتضيف الضحية “لم أكن أتخيل يوما أنني سأمضي ليلة بيضاء في الخلاء أبحث فيها عمن يسعفني.. هددونا بأسلحة بيضاء وتهديدات بالقتل ما جعلنا نستسلم للأمر الواقع. ونتنازل لهم عن كل شيء طلبوه منا من هواتف نقالة وحلي ونقود وكل حقائبنا التي كانت تضم حاجيات مختلفة وملابس متنوعة باهضة الثمن. كنا بصدد إهدائها للعائلة في هدا السفر الذي لم يكتب لنا تحقيقه.
كما استرسلت الضحية المطلقة بمولودة صغيرة: “كنت دائما أضع في الحسبان إمكانية تعرضي للسرقة بالسلاح الأبيض. لكن لم أتخيل أبدا أن تتوقف سيارة أمامي بسرعة لتخرج منها عصابة محملة بالأسلحة البيضاء”. وأضافت: “أطالب السلطات بتوفير الأمن والحماية.. نحن فتيات بشر ونسهر في العمل والمقاهي من أجل بناء مستقبلنا وتوفير لقمة عيش لنجد أنفسنا ضحايا لانعدام الأمن!”.
سيارة أجرة تنقذ الموقف
تضيف الضحية “لم يأت أحد لمساعدتنا في ذلك الخلاء المظلم والساعة تشير لحوالي الرابعة. قطعنا مسافة ساعة مشيا على الأقدام حتى جاءت سيارة أجرة طلبنا سائقها لمساعدتنا لأننا لا نملك أي قرش… فحملنا لأقرب مركز أمني للمداومة للتبليغ عما حدث.
وللإشارة فإن ظاهرة إقدام بعض المجرمين والميسورين على “الكريساج” باستعمال السيارات بعاصمة البوغاز تتعلق بالتربية داخل الأسرة والمجتمع. إذ إن هؤلاء لا يقومون بالسرقة الموصوفة عن دافع مادي بالضرورة. “فقد يتعلق الأمر بدافع نفسي، بسبب الإحساس بالاستعلاء والعظمة. كما أنه قد يرتبط بتصريف كبت داخلي، ورغبة في التعبير عن القوة تجاه المجتمع. خصوصا إذا كانوا أبناء مدللين لأسر ميسورة”.
ومادام الشخص قادرا على اكتراء سيارة واستخدامها في “الكريساج”. وتشكيل عصابة تستهدف الفتيات والطلبة لسرقتهم باستعمال الأسلحة البيضاء. فالأمر يتعدى حالات “الكريساج” الأخرى التي غالبا ما يكون الجاني فيها منتميا لطبقة اجتماعية فقيرة”. كما أن الأمر حسب تحليلنا الشخصي يشبه إلى حد ما الدعارة الراقية.. يمكننا الحديث عن “الكريساج الراقي” ما دام المقدمون عليه ينتمون لطبقات اجتماعية متوسطة وغنية. وعلى هذا الأساس يجب تعزيز الحملات الأمنية وتحريك الآليات التعليمية والإعلامية. للحد من الظاهرة التي أصبحت تؤرق بال السكان وتستأثر باهتمام الرأي العام المحلي بطنجة.