انطلقت مساء أمس الخميس بطنجة أشغال النسخة الأولى من برنامج “الأيام اليهودية لطنجة”. بمبادرة من مؤسسة لورين وجمعية أصدقاء الثقافة اليهودية المغربية، تحت رعاية وزارة الشباب والثقافة والتواصل.
ويهدف هذا المشروع على تشجيع الحوار بين الأديان والثقافات، من خلال تظاهرات تحث على نقل وتبادل المعرفة.
ويقام هذا الحدث، المنظم تحت شعار اليوم العالمي للمرأة، بمقر مؤسسة لورين بطنجة، بمشاركة مجلس مدينة طنجة ومكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط ومجلس الطائفة اليهودية بطنجة.
جمعية أصدقاء الثقافة اليهودية المغربية، تحتفي بالمرأة
في تصريح له أكد نائب رئيس جمعية أصدقاء الثقافة اليهودية المغربية، كوميل أندري، أن هذه الدورة تحتفي بالمرأة، من خلال ندوة تتطرق لوضعية النساء اليهوديات والمسلمات بالمغرب. مسجلا أن هذا الحدث يروم إبراز مدينة طنجة باعتبارها فضاء للتعددية الثقافية والتعايش، والتأكيد على القيم التي تميز ساكنة طنجة والمتمثلة في الود والعيش المشترك والصداقة بين الجاليات المقيمة بالمدينة.
وأشار إلى أن هذه المبادرة اتخذتها سيدتان تنحدران من مدينة طنجة هما نسيمة كرواد ومريام مصمودي. بهدف تعزيز الحوار بين الثقافات وتبادل المعارف حول التعايش بين الثقافات والحضارات. التي تشكل السمات المميزة للمملكة، مشيدا بالدعم الذي توليه وزارة الثقافة لهذه التظاهرة.
من جهتها، شددت سيمون مريجن- أوهانا ، دكتورة في علوم الأديان وأنظمة الفكر، على أن هذا اللقاء. يشكل مناسبة لاستعراض مكانة المرأة اليهودية في المغرب وإبراز تجذر اليهود داخل المجتمع المغربي، بالإضافة إلى إبراز أن المغرب شكل أرضاً لاستقبال، لاسيما القادمين من إسبانيا والبرتغال.
وأبرزت المتحدثة أن المغرب كان على مر الدوام أمة منفتحة ومتعددة الثقافات وأرضا للقاء والتسامح وانصهار الثقافات والحضارات. مسجلة أن هذا الغنى والتنوع أثر إيجابا على وضعية المرأة اليهودية، التي تشبه إلى حد كبير وضعية المرأة المسلمة.
وأكدت في هذا الصدد على أهمية هذا اللقاء الذي يروم إبراز التنوع الثقافي للمغرب، وقيم السلام والتسامح والانفتاح وقبول الآخر، معربة “عن فخرها بكونها مغربية”.
من جهتها، أبرزت عائشة حدو، مديرة مركز البحث والتكوين في العلاقات بين الأديان، التابع للرابطة المحمدية للعلماء، التعايش المتجذر بين اليهود والمسلمين في المغرب. مسجلة أن الثقافة المغربية متشبعة بالقيم الإنسانية العالمية، كاحترام التعددية والتنوع والتسامح.
وأكدت السيد حدو أن المغرب تمكن من تحقيق منجزات مهمة في مجال النهوض بحقوق النساء. مسجلة أنه بالرغم من ذلك، “يتعين القيام بجهود أكبر لمحاربة التمييز ضد النساء وتحقيق الإنصاف والمساواة بين الجنسين”.
كيف ينظر إلى النساء من خلال معتقداتهن الدينية؟
وطرحت عدة تساؤلات جوهرية للنقاش من قبيل “كيف ينظر إلى النساء من خلال معتقداتهن الدينية؟” و “ما هو منظور الأديان للنساء المسلمات. وما الذي تقول هؤلاء عن دينهن ووضعهن؟، مشيرة إلى أن المغرب يولي أهمية كبيرة للقضايا المرتبطة بالحوار بين الأديان والثقافات.
وستتميز هذه الدورة المنظمة ما بين 10 و 12 مارس الجاري، بتنظيم جولة للمدينة العتيقة لطنجة والأماكن التي يوجد بها حضور يهودي بطنجة. بالإضافة إلى عرض الفيلم الوثائقي “اليهود المغاربة .. مسارات متقاطعة”، للمخرج يونس لغراري، وإقامة حفل موسيقي تقدم خلاله أغان يهودية أندلسية من تنشيط لالة تمار وأنس بلهاشمي، فضلا عن تقديم الفستان الخاص بالعرائس اليهوديات من قبل سونيا كوهن أزاكوري.