مع إقتراب عيد الأضحى، و على غرار باقي مدن المملكة، تعود مهن موسمية صغيرة إلى الواجهة بمدينة الرشيدية لتغير وجه المدينة بخلق دينامية اقتصادية حقيقية و أجواء إحتفالية خاصة.
قبل حلول عيد الأضحى بأيام قليلة، و لاسيما بعد فترة الظهر، تعج الأزقة الخاصة بالتسوق بالمدن الرئيسية لجهة درعة تافيلالت و أحيائها و فضاءاتها الكبرى، بتجار صغارا و كبارا، نساء و رجالا، الذين يمتهنون مهنا موسمية مخصصة أساسا لهذه المناسبة الدينية.
و من بين المهن الموسمية الصغيرة التي تعرف إنتعاشا لبضعة أيام، بيع التبن و الفحم، و شحذ السكاكين و نقل الاضاحي، أو حتى بيع التوابل و مستلزمات الجزارة..هي مهن تمكن البائعين الموسميين من كسب موارد إضافية.
بالنسبة لعادل، شاب يمتهن النجارة، و الذي إختار بمناسبة عيد الأضحى، شحذ السكاكين، فإن هذه المناسبة الدينية هي نعمة بالنسبة لأصحاب هذه المهنة الذين يقدمون خدماتهم بإستخدام آلات شحذ كهربائية أو يدوية، و بأسعار تختلف بإختلاف حجم الأداة.
و أكد هذا الشاب الثلاثيني الذي يقدم خدماته بالحي الشعبي تاركا، في تصريح للصحافة، ” أن هذا العمل الموسمي يمكنني من كسب مورد متواضع يساعدني على تلبية حاجيات أسرتي و توفير مبلغ أضحية العيد”.
كما أبرز أن هذه المهنة “الظرفية” هي عادة متجذرة في التقاليد و الطقوس النابعة من تراث راسخ في المجتمع المغربي.
على بعد أمتار قليلة، يمتهن نور الدين، في عقد الخامس، بيع الفحم و التبن و أدوات الجزارة و مستلزماتها، و هو نشاط يشهد في هذا المناسبة الدينية إنتعاشا في أزقة و أحياء الرشيدية.
و قال “منذ عشر سنوات و أنا أزاول هذا النشاط ، أنه مصدر رزق لا يستهان به، و هو بالتأكيد نشاط غير منتظم لكنه ضروري لتلبية الإحتياجات لاسيما خلال مناسبة عيد الأضحى التي تتطلب مصاريف مالية إضافية”.
و بالإضافة إلى بائعي الفحم و مستلزماته و ممتهني شحذ السكاكين، تزدهر في أحياء المدينة مهن أخرى، أبرزها نقل أضاحي العيد عبر عدة مركبات (سيارة من نوع بيكوب، دراجة ثلاثية العجلات، ..) و كذا حمل الأضاحي على الأكتاف، دون إغفال عملية إيواء أغنام و ماعز لزبناء بفضاء مخصص لذلك و الإعتناء بها حتى يوم العيد.
هذه المهن الموسمية الصغيرة هي بالنسبة لعدد من الزبناء أضحت أساسية إذ تسهل عملية الإستعداد لعيد الأضحى و تساهم في حسن سير هذه المناسبة الدينية.
و أكدت زهرة، أم لطفلين، أن “أصحاب هذه المهن الصغيرة يمنحون السعادة للجميع، و يقدمون مساعدة كبيرة فهم متواجدون بالقرب من المواطن و في مختلف أحياء و أسواق المدينة”، مضيفة أن هذه المهن الموسمية الخاصة بعيد الأضحى تضفي أيضا أجواء إحتفالية و سحرا خاصا و تمنح سعادة كبيرة لأي زبون يبحث عن خدمات القرب.
من الواضح إذن، أن عيد الأضحى ليس مجرد مناسبة دينية فحسب، و إنما هو أيضا فرصة ذهبية لأصحاب المهن الموسمية قصد إغتنام “صفقات جيدة”.