تتواصل بإقليم تاوريرت، الحملة التحسيسية بأهمية الألف يوم الأولى من حياة الطفل، التي أطلقتها وزارة الصحة و الحماية الإجتماعية خلال الفترة من 22 ماي الماضي إلى 22 يونيو الجاري، و ذلك بمناسبة الإحتفال بالذكرى الـ 19 لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
و في هذا الإطار، قامت المندوبية الإقليمية للصحة و الحماية الإجتماعية بتاوريرت، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بتسطير و تنزيل برنامج تحسيسي يتمركز حول صحة الأم و الطفل، و يتوزع على مراكز صحية و إجتماعية و مساجد بالإقليم وفق برنامج زمني محدد، من أجل إستهداف أكبر شريحة ممكنة من المستفيدات.
وتروم هذه الحملة التحسيسية رفع الوعي بأهمية الألف يوم الأولى من حياة الطفل فيما يخص نموه البدني و المعرفي و الإجتماعي و العاطفي، و هي مرحلة تمتد من بداية الحمل إلى سن الثانية، و تسعى إلى تعزيز الممارسات الفضلى في التغذية، مثل إتباع نظام غذائي صحي و متوازن أثناء فترة الحمل، و الرضاعة الطبيعية الحصرية في الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل.
و أكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم تاوريرت، صديقي البشير، في تصريح للصحافة، أن اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، تعمل بشراكة مع المندوبية الإقليمية للصحة و الحماية الإجتماعية، على تنظيم مجموعة من اللقاءات التحسيسية و التوعوية، و ذلك في إطار تنفيذ برنامج “الحملة الوطنية للتحسيس بأهمية الألف يوم الأولى في حياة الطفل”، لرفع وعي النساء في سن الإنجاب أو النساء الحوامل أو الأمهات المرضعات، بأهمية هذه الفترة لضمان النمو الجسدي و المعرفي و العاطفي السليم للطفل.
و قال صديقي، بأن هذا البرنامج التحسيسي يشمل تقديم عروض تتمحور حول صحة الأم والطفل وخاصة ما يتعلق بالتغذية الكاملة للأم وجنينها والمواكبة الصحية والتلقيح، وكذا التركيز على السبل الكفيلة بضمان تغذية سليمة و متوازنة للطفل، من خلال التركيز على أهمية الرضاعة الطبيعية و دورها الأساسي في حماية صحة الأم و تغذية الطفل و ربط جسور المحبة و العلاقات الوجدانية و العاطفية بينهما، و ما لذلك من تأثير إيجابي على النمو السليم للطفل.
و أضاف أن هذه اللقاءات التحسيسية تعمل على إطلاع المستفيدات على مختلف مراحل الحمل لدى المرأة الحامل، و التحسيس بأهمية القيام بالمواكبة الطبية الدورية منذ فترة الحمل حتى بلوغ الطفل سن الثانية من عمره، و إتباع نظام غذائي متوازن و تناول المكملات الغذائية، و كذا توعيتهن بأهمية الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الستة أشهر الأولى من حياة الطفل، إضافة إلى أهمية المراقبة الصحية للطفل بعد الولادة.
و في هذا السياق، جرى مؤخرا بالمركز الصحي سيدي موسى بالجماعة الترابية عين الحجر، تنظيم لقاء تواصلي حول صحة الأم و الطفل إستهدف أكثر من 30 امرأة ينحدرن من مختلف دواوير الجماعة، من إرشادات ونصائح حول أهمية الألف يوم الأولى من حياة الطفل بإعتبارها فترة حاسمة لنمو و صحة الأطفال في المستقبل.
يذكر أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في مرحلتها الثالثة (2019-2023) بإقليم تاوريرت، خصصت غلافا ماليا يقدر بـ 60 مليون درهم لإنجاز 134 مشروعا ضمن برنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، إستفاد منها 87 ألف و 413 مستفيدة و مستفيد، همت بالخصوص دعم صحة الأم و الطفل من خلال تأهيل و المساهمة في تسيير دار الأمومة بدبدو، و بناء المراكز الصحية و المستوصفات القروية و مدها ببعض التجهيزات اللازمة، و كذا تنظيم الحملات التحسيسية الرامية إلى تتبع الحمل وت شجيع الولادة تحت المراقبة الطبية.