جعلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من تعميم التمدرس أولوية في تدخلاتها بإقليم تزنيت، لاسيما في المناطق القروية، حيث تعمل بإستمرار على تعزيز منظومة النقل المدرسي التي تشكل أداة أساسية لمحاربة الهدر المدرسي.
و إدراكا منها بضرورة تشجيع تعليم الأطفال من خلال تسهيل ولوجهم إلى المؤسسات التعليمية، تولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في إطار برنامجها الرابع المتعلق بالدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، إهتماما إستثنائيا بتنمية مجال النقل المدرسي، بهدف تعزيز الولوج و الإستفادة من خدمات قطاع التعليم و تحسين ظروف تمدرس التلاميذ و مكافحة الهدر المدرسي.
و في الجماعة الترابية أنزي، يسهم النقل المدرسي بشكل كبير في تحسين ظروف التحصيل و نجاح التلاميذ، بما في ذلك المستفيدين من خدمات دار الطالب، كما يعزز التمدرس و يخفف الأعباء عن الأسر المعوزة، حيث أصبح تنقل التلاميذ، خصوصا الفتيات، إلى المؤسسات التعليمية أكثر سهولة وفي أفضل الظروف.
و في هذا الصدد، أكد الحسين أمالو، إطار بقسم العمل الإجتماعي بعمالة إقليم تزنيت، أن المبادرة ساهمت في تعزيز أسطول النقل المدرسي، و ذلك بإقتناء 31 حافلة متوسطة لنقل التلاميذ، مشيرا إلى أن ذلك يساهم بشكل كبير في النهوض بتمدرس الأطفال، و تحسين ظروف تحصيلهم الدراسي و تقليص نفقات الأسر المعوزة و الهشة.
و أبرز في تصريح للصحافة، أن عدد المستفيدين من خدمات النقل المدرسي على مستوى إقليم تزنيت، يزيد عن 10 آلاف تلميذ و تلميذة، مؤكدا على أن تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية شملت أيضا تأهيل دور الطالب و الطالبة، و عددا من المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى الدعم التربوي بهدف الحد من ظاهرة الهدر المدرسي و تحسين ظروف التحصيل الدراسي لدى التلميذات و التلاميذ بالعالم القروي.
و تعكس هذه التدخلات، الأهمية التي توليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتعزيز خدمات النقل المدرسي، و تيسير التنقل اليومي للتلاميذ نحو مؤسساتهم التعليمية، و المساهمة في تحسين ظروف التمدرس، و بالتالي تخفيض نسبة الهدر المدرسي في الوسط القروي.
من جانبه، قال رئيس جمعية آباء و أمهات و أولياء تلاميذ و تلميذات المدرسة الجماعتية عبد المومن، العربي وهبي، أن تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ساهم في تقليص الهدر المدرسي بالمنطقة، مؤكدا أن خدمة النقل المدرسي أثبتت فعاليتها في مكافحة هذه الظاهرة.
و من خلال إعتمادها على مقاربة إستباقية، جعلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية دعم الأطفال و اليافعين هدفا ذا أولوية في إطار مرحلتها الثالثة، الرامية إلى مكافحة الهدر المدرسي و دعم نمو الأطفال المعنيين، من أجل تعزيز رأس المال البشري للأفراد في جميع مراحل حياتهم.