رغم ابتعادهما عن الملاعب الأوروبية، لا يزال النجمان البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي يهيمنان على مشهد كرة القدم العالمي، وهذه المرة من بوابة الأرباح المذهلة التي حققوها في العام 2024. كشف تقرير “فوربس” لأعلى اللاعبين دخلاً عن استمرار تفوق هذين الأسطورتين، مؤكداً أن رحيلهما عن أوروبا لم يؤثر على قوتهما التسويقية ومكانتهما في عالم الساحرة المستديرة.
صراع مستمر خارج الملاعب الأوروبية
غادر رونالدو أوروبا في عام 2022 متجهاً إلى نادي النصر السعودي، ليبدأ مرحلة جديدة في مسيرته الحافلة بالإنجازات. هذه الخطوة كانت مثار جدل كبير، حيث اعتقد البعض أن مغادرته لأوروبا تعني تراجعاً في شعبيته وأرباحه. لكن على العكس تماماً، أثبت رونالدو أن قوته التجارية أكبر من أي دوري، حيث استمر في جذب رعاة عالميين واستثمارات ضخمة بفضل شعبيته الجارفة.
من ناحية أخرى، اتخذ ميسي قراراً مشابهاً في عام 2023، حين انضم إلى نادي إنتر ميامي في الدوري الأمريكي. ورغم التحديات التي واجهها هناك، سواءً على صعيد التكيف مع بيئة جديدة أو التوقعات العالية التي صاحبته، إلا أن ميسي تمكن من تعزيز مكانته التجارية واستقطاب اهتمام العالم الرياضي تجاه كرة القدم الأمريكية. هذا النجاح جاء بفضل الألقاب التي حققها، وآخرها فوزه بكأس العالم 2022 مع منتخب بلاده.
القمة المالية: رونالدو وميسي في صدارة “فوربس”
في تقرير “فوربس” لعام 2024، تم تأكيد أن رونالدو وميسي لا يزالان في قمة قائمة اللاعبين الأعلى دخلاً. وبحسب البيانات، يتجاوز دخل رونالدو 200 مليون دولار سنوياً، بفضل عقده مع النصر السعودي، الذي يعتبر أحد أكبر العقود في تاريخ الرياضة، بالإضافة إلى عقود الرعاية التجارية. وبالمثل، حقق ميسي دخلاً يقدر بنحو 135 مليون دولار، حيث يلعب إنتر ميامي دوراً مهماً في هذا النجاح بجانب صفقاته التجارية مع شركات عالمية.
التأثير الأوسع: أكثر من مجرد لاعبين
ما يميز رونالدو وميسي عن غيرهم ليس فقط الأرقام الفلكية التي يتقاضونها، بل التأثير الكبير الذي يمتلكانه خارج المستطيل الأخضر. يعتبر كلا اللاعبين رمزين في عالم التسويق الرياضي، حيث استمروا في تصدر الإعلانات العالمية، وأصبحوا وجوهاً رئيسية لأكبر العلامات التجارية، من أديداس ونايك إلى بيبسي وغيرها. حتى بعد انتقالهما إلى دوريات أقل شهرة مقارنة بالدوريات الأوروبية الكبرى، فإنهما لا يزالان يشكلان عنصر جذب للجماهير والمستثمرين على حد سواء.
إرث لا يتوقف
في حين أن البعض قد يعتقد أن ابتعاد رونالدو وميسي عن الساحة الأوروبية يعني نهاية صراعهما الأسطوري، فإن الحقيقة تثبت عكس ذلك. إنهما لا يزالان محور الاهتمام، سواء من خلال الأداء الرياضي أو الأرقام التجارية التي يحققانها. ومن المثير للاهتمام أن هذا الصراع الذي امتد لسنوات طويلة على أرضية الملعب، تحول إلى ميدان جديد يتعلق بالأرباح والمكانة الاقتصادية.
إن استمرار تواجدهما في القمة يبرز مدى تأثيرهما العميق في صناعة كرة القدم، ويؤكد أنهما ليسا مجرد لاعبين، بل أيقونات رياضية تجاوزت حدود اللعبة لتصبح قوة اقتصادية وثقافية.
يبقى رونالدو وميسي، رغم تجاوزهما الثلاثينات من العمر، من بين الأسماء الأكثر بريقاً في عالم الرياضة. قد يكون مستقبلهما الرياضي على أرضية الملاعب محدوداً مقارنة بما سبق، لكن إرثهما سيستمر لعقود، سواء عبر الأرقام القياسية التي حققوها، أو عبر التأثير العميق الذي تركوه على اللعبة وجماهيرها.