كشفت تقارير صحفية فرنسية تفاصيل جديدة حول إيقاف لاعب وسط يوفنتوس الفرنسي بول بوغبا، بعد ثبوت تناوله مادة محظورة، وهو ما أثار جدلاً واسعاً حول المسؤولية المشتركة بين اللاعب والطبيب “المزيف” الذي أوصى له بالعقار.
تقرير مفصل صادر عن صحيفة “ليكيب” الفرنسية أشار إلى أن الشخص المسؤول عن توصية بوغبا بهذا العقار هو رجل الأعمال الأمريكي غاري بريكا، الذي يدعي تقديم بروتوكولات صحية “ثورية” لعلاج النجوم والمشاهير. بريكا، الذي أمضى 22 عاماً في مجال التأمين على الحياة، لا يحمل شهادة في الطب، وإنما حصل على شهادات في علم الأحياء، ويزعم أن خبرته تتيح له التنبؤ بأعمار عملائه اعتماداً على بيانات حياتهم الصحية.
العلاج المشبوه والعواقب الوخيمة
في نوفمبر 2022، وخلال إجازة في فلوريدا، تعرف بوغبا على بريكا وقرر زيارة شركته “X10 Health System” في ميامي، حيث تم وصف عقار “ديهيدرو إيبي أندروستيرون” (DHEA) له. العقار، الذي له تأثيرات مشابهة لهرمون التستوستيرون، تبين لاحقاً أنه محظور بموجب لوائح الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (WADA).
بوغبا لم يكن يعلم أن العقار منشط محظور، لكن هذه الجهالة لم تمنع من إيقافه. ففي 20 أغسطس 2023، جاءت نتيجة اختبار المنشطات إيجابية، مما أدى إلى إيقافه لمدة أربع سنوات. ومع ذلك، في أكتوبر 2023، خفضت محكمة التحكيم الرياضية (CAS) العقوبة إلى 18 شهراً، بعدما تبين أن اللاعب لم يتعمد ارتكاب المخالفة.
العلاقة بين النجوم وعلاجات “الثورة الصحية”
غاري بريكا، الذي أنشأ في عام 2015 شركة مختصة بمكافحة الشيخوخة وتجديد الشباب، جذب العديد من النجوم بفضل أساليبه المبتكرة. ويشير الطبيب الأميركي آدم نسيم، المقيم في نيويورك، إلى أن الرياضيين والمشاهير يمتلكون ثروة كبيرة تدفعهم للبحث عن أحدث وأغرب العلاجات. ولكن مجرد ظهور بريكا في صور مع أسماء لامعة مثل كريستيانو رونالدو وديفيد بيكهام لا يعني بالضرورة أنه متخصص معتمد.
ويضيف نسيم: “الرياضيون في مستوى بوغبا لا يحتاجون إلى عقاقير مثل DHEA، والتي تُوصى عادة لكبار السن الذين يعانون من نقص في هرمون التستوستيرون”.
مسؤولية مشتركة وخطأ قاتل
الطبيب الفرنسي دينيس كويستر، أحد أوائل المتخصصين في “القرصنة الحيوية”، يسلط الضوء على أن بوغبا يتحمل جزءاً من المسؤولية لتجاهله استشارة الطاقم الطبي قبل تناول العقار. “بالنسبة لي، إنها مسؤولية مشتركة. كان ينبغي على بوغبا أن يكون أكثر حذراً ويتحدث إلى طبيبه قبل تناول أي شيء”، يقول كويستر. ومع ذلك، يعترف بأن بريكا “يزين الواقع”، لكنه لا يعتبره محتالاً، بل رجل أعمال نجح في بناء سمعة جيدة في أمريكا في مجال الصحة البديلة.
ختاماً، تبقى هذه القضية درسا مؤلماً للرياضيين والمشاهير بضرورة التحقق من مصدر العلاجات التي يتم تناولها، مهما كانت المغريات، لتجنب الوقوع في مشكلات قانونية وصحية خطيرة.