أعلن خوسيه موخيكا، الرئيس السابق للأوروغواي والشهير بلقب “أفقر رئيس في العالم”قراره بعدم تلقي أي علاج إضافي لمرض السرطان الذي يعاني منهمؤكداً استعداده لمواجهة النهاية بسلام.
وفي مقابلة مع مجلة بوسكيدا، كشف موخيكا، البالغ من العمر 89 عاماً أن سرطان المريء الذي يعاني منه قد انتشر إلى كبده، مما يجعل العلاج الجراحي أو الكيميائي عديم الجدوى بالنسبة لحالته الصحية. وقال موخيكا بصراحة تعكس شخصيته: “أنا أموت. جسدي لم يعد يتحمل المزيد من العلاجات. أنا عجوز وأعاني من مرضين مزمنين”.
وأكد موخيكا أنه اختار قضاء أيامه الأخيرة في مزرعته الريفية المتواضعة، وهي نفس المزرعة التي عاش فيها خلال فترة رئاسته بين عامي 2010 و2015.
وأضاف أنه سيستمر في العمل حتى اللحظات الأخيرة من حياته، متمسكاً بأسلوبه البسيط والمتواضع الذي جعله أيقونة في عالم السياسة.
تصريحات موخيكا أثارت اهتماماً واسعاً في أمريكا اللاتينية والعالم، حيث يُعتبر شخصية فريدة تحظى باحترام جميع الأطياف السياسية.
واشتهر موخيكا برفضه الحياة المترفة خلال فترة رئاسته حيث ظل يعيش في منزله الريفي ويقود سيارته الفولكسفاغن القديمة من طراز “الخنفساء” لعام 1987.
كما كان يتبرع بـ 90% من راتبه الرئاسي للجمعيات الخيرية، مكتفياً بجزء بسيط لتغطية احتياجاته اليومية.موخيكا، الذي عُرف بنضاله الطويل من أجل حقوق الإنسان وعدالته الاجتماعيةقرر مواجهة النهاية دون خوف، متمسكاً بفلسفته التي تعتمد على البساطة والرضا.
وقد رفض الحصول على راتب تقاعدي عن فترة خدمته كعضو في مجلس الشيوخ، معتبراً أن خدمته للوطن كانت واجباً لا يحتاج إلى مقابل.
قراره الشجاع بعدم مواصلة العلاج يعكس إيمانه بقيمة الحياة الطبيعية بعيداً عن المعاناةفي حين يودع العالم شخصية ألهمت الملايين بتواضعها وإصرارها على التغيير.