تشهد العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت 17 ماي، انطلاق أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين، بمشاركة عدد كبير من القادة والزعماء العرب، إلى جانب حضور أممي وأوروبي رفيع، وذلك في ظل ظروف إقليمية حساسة، على رأسها استمرار الحرب في غزة وتفاقم الأزمات الإنسانية في المنطقة.
وتنعقد القمة وسط تطورات بارزة، من بينها بدء السلطات السورية الانتقالية برئاسة أحمد الشرع خطوات جديدة للانفتاح على العالم العربي والدولي، إلى جانب استمرار المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، مع مؤشرات إيجابية لاحتمال التوصل إلى اتفاق جديد.
كما يشارك في القمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي تمثل بلاده صوتًا أوروبيًا قويًا في دعم الحقوق الفلسطينية، بعد أن اعترفت العام الماضي بدولة فلسطين.
وفي افتتاح القمة، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في رسالة خطية، أن “القمة تمثل منصة لتعضيد التضامن العربي وطرح القضايا المصيرية وتوحيد الصف، بما يعزز الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة”، مشددًا على أن بغداد تستعيد دورها التاريخي في لمّ الشمل العربي ومواجهة التحديات المشتركة.
وتتضمن أجندة القمة ملفات محورية، أبرزها وقف الحرب في غزة، والتصدي للاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وسوريا، وتعزيز جهود الحل السياسي في سوريا وليبيا، إضافة إلى دعم الحقوق المائية لكل من مصر والعراق.
ومن المنتظر أن يصدر عن القمة بيان ختامي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية والسورية المحتلة، إضافة إلى دعم مبادرات عربية جديدة، أبرزها مقترح عراقي بإنشاء صندوق عربي لدعم التعافي الاقتصادي، وآلية دائمة لحل الخلافات بين الدول الأعضاء.
وتزامنًا مع القمة، جاء الحدث بعد يوم من انتهاء جولة خليجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب شملت السعودية وقطر والإمارات، ما يضيف بعدًا دوليًا إضافيًا لأعمال القمة وتفاعلاتها المرتقبة.
بذلك، تمثل قمة بغداد لحظة فارقة لإعادة رسم خريطة التفاهمات الإقليمية، وسط آمال بأن تفتح مخرجاتها أفقًا جديدًا للتعاون العربي المشترك في ظل المتغيرات المتسارعة.