الحدث بريس الحبيب بلوك
تعيش المحطة الطرقية بمدينة الرشيدية واقعًا مغايرا يعكس جانبا مظلمًا من المشهد الاجتماعي، في وقت تسعى فيه مدينة الرشيدية إلى تثبيت مكانتها كمركز حضري بجهة درعة تافيلالت.
فقد تحولت هذه المنشأة الحيوية، التي كان يُفترض أن تكون فضاء منظمًا لاستقبال المسافرين، إلى مأوى مؤقت لمشردين ومختلين عقليًا، يبيتون في العراء دون رعاية تذكر، ما يطرح تساؤلات حقيقية حول مسؤولية الجهات المعنية في التعامل مع هذه الظاهرة المتفاقمة.
وفي جولة ليلية قامت بها جريدة “الحدث بريس” ليلة الجمعة _ صباح السبت 19 يوليوز الجاري، وقف طاقمها على مشاهد صادمة توثق معاناة إنسانية لفئات مهمشة، وجدت نفسها مضطرة إلى اللجوء لأركان ومدخل المحطة الطرقية بحثا عن ملاذ من قسوة الشارع.
ومن بين الحالات التي تم رصدها، رجل مسن يفوق عمره الثمانين، يشتبه في معاناته من مرض الزهايمر، أكد في حديثه أنه ينحدر من أحد قصور جماعة ألنيف بإقليم تنغير، قبل أن تتقطع به السبل وسط المدينة دون أن يتلقى أي رعاية طبية أو اجتماعية.
كما عثر على عدة أشخاص، من مختلف الأعمار، يتخذون من المحطة مقرا للنوم والتشرد، في غياب أبسط شروط النظافة والرعاية. بعضهم تظهر عليه بوضوح علامات اختلالات عقلية تستدعي تدخلا طبيا عاجلا، في حين أن البعض الآخر يعاني من الهشاشة والشيخوخة والتهميش الاجتماعي.
وتشكل المحطة الطرقية كما هو معلوم الواجهة الأولى للزوار والمسافرين، ما يجعل من المشاهد الحالية إساءة مباشرة لصورة المدينة، كمايناقض الجهود الرامية إلى تحسين جاذبيتها السياحية والتنموية. بل إن استمرار هذا الوضع دون تدخل، يهدد بتكريس مدينة الرشيدية كوجهة نهائية لهؤلاء المشردين، القادمين من مدن وأقاليم مجاورة، ما قد يزيد من تفاقم الأزمة.
محتويات
الحدث بريس الحبيب بلوكتعيش المحطة الطرقية بمدينة الرشيدية واقعًا مغايرا يعكس جانبا مظلمًا من المشهد الاجتماعي، في وقت تسعى فيه مدينة الرشيدية إلى تثبيت مكانتها كمركز حضري بجهة درعة تافيلالت.فقد تحولت هذه المنشأة الحيوية، التي كان يُفترض أن تكون فضاء منظمًا لاستقبال المسافرين، إلى مأوى مؤقت لمشردين ومختلين عقليًا، يبيتون في العراء دون رعاية تذكر، ما يطرح تساؤلات حقيقية حول مسؤولية الجهات المعنية في التعامل مع هذه الظاهرة المتفاقمة.وفي جولة ليلية قامت بها جريدة “الحدث بريس” ليلة الجمعة _ صباح السبت 19 يوليوز الجاري، وقف طاقمها على مشاهد صادمة توثق معاناة إنسانية لفئات مهمشة، وجدت نفسها مضطرة إلى اللجوء لأركان ومدخل المحطة الطرقية بحثا عن ملاذ من قسوة الشارع.ومن بين الحالات التي تم رصدها، رجل مسن يفوق عمره الثمانين، يشتبه في معاناته من مرض الزهايمر، أكد في حديثه أنه ينحدر من أحد قصور جماعة ألنيف بإقليم تنغير، قبل أن تتقطع به السبل وسط المدينة دون أن يتلقى أي رعاية طبية أو اجتماعية.كما عثر على عدة أشخاص، من مختلف الأعمار، يتخذون من المحطة مقرا للنوم والتشرد، في غياب أبسط شروط النظافة والرعاية. بعضهم تظهر عليه بوضوح علامات اختلالات عقلية تستدعي تدخلا طبيا عاجلا، في حين أن البعض الآخر يعاني من الهشاشة والشيخوخة والتهميش الاجتماعي.
وتشكل المحطة الطرقية كما هو معلوم الواجهة الأولى للزوار والمسافرين، ما يجعل من المشاهد الحالية إساءة مباشرة لصورة المدينة، كمايناقض الجهود الرامية إلى تحسين جاذبيتها السياحية والتنموية. بل إن استمرار هذا الوضع دون تدخل، يهدد بتكريس مدينة الرشيدية كوجهة نهائية لهؤلاء المشردين، القادمين من مدن وأقاليم مجاورة، ما قد يزيد من تفاقم الأزمة.ويوجه عدد من الفاعلين الجمعويين في هذا السياق نداء مستعجلا للسلطات المحلية، والمجالس المنتخبة، ومندوبيات الصحة والتعاون الوطني، من أجل: إحداث مراكز لإيواء المشردين والمسنين، تضمن لهم كرامة العيش والخدمات الأساسية.
كما تدعو إلى توفير مراكز طبية متخصصة في استقبال المرضى العقليين، وتقديم الرعاية اللازمة لهم. مع تنسيق الجهود بين الجهات المختصة لإعادة هؤلاء الأشخاص إلى أسرهم أو مناطقهم الأصلية، وتفادي تراكم الحالات بالمدينة.ويشار أن ما تعيشه المحطة الطرقية بالرشيدية ليس مجرد مشهد عابر من التشرد، بل هو مرآة لسياسات اجتماعية غائبة أو غير مفعلة،حيث الحاجة ملحة إلى استراتيجية شاملة تضع الإنسان في قلب التنمية..
،
ويوجه عدد من الفاعلين الجمعويين في هذا السياق نداء مستعجلا للسلطات المحلية، والمجالس المنتخبة، ومندوبيات الصحة والتعاون الوطني، من أجل: إحداث مراكز لإيواء المشردين والمسنين، تضمن لهم كرامة العيش والخدمات الأساسية.
كما تدعو إلى توفير مراكز طبية متخصصة في استقبال المرضى العقليين، وتقديم الرعاية اللازمة لهم. مع تنسيق الجهود بين الجهات المختصة لإعادة هؤلاء الأشخاص إلى أسرهم أو مناطقهم الأصلية، وتفادي تراكم الحالات بالمدينة.
كما تدعو إلى توفير مراكز طبية متخصصة في استقبال المرضى العقليين، وتقديم الرعاية اللازمة لهم. مع تنسيق الجهود بين الجهات المختصة لإعادة هؤلاء الأشخاص إلى أسرهم أو مناطقهم الأصلية، وتفادي تراكم الحالات بالمدينة.
ويشار أن ما تعيشه المحطة الطرقية بالرشيدية ليس مجرد مشهد عابر من التشرد، بل هو مرآة لسياسات اجتماعية غائبة أو غير مفعلة،حيث الحاجة ملحة إلى استراتيجية شاملة تضع الإنسان في قلب التنمية..
،
،