وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات جديدة لدول حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي لا تفي بالتزاماتها المالية في مجال الدفاع، مستهدفا هذه المرة إسبانيا، التي اعتبرها من بين الدول “المستفيدة من الحماية الأمريكية دون أن تساهم بما يكفي في تكاليفها”.
وخلال اجتماع عقده في البيت الأبيض مع رئيس فنلندا أمس الخميس، قال ترامب بنبرة حادة:
“هناك دول تعتقد أن الولايات المتحدة ستدافع عنها مجانًا. إسبانيا لا تنفق شيئًا تقريبًا – ربما حان الوقت لتتوقفوا عن دفع ثمن ذلك”.
وتأتي تصريحات ترامب في سياق دعوته المتكررة للدول الأعضاء في الحلف إلى رفع إنفاقها الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو الهدف الجديد الذي تم اعتماده خلال قمة الناتو الأخيرة في يونيو الماضي، بعد أن كان السقف المحدد سابقًا هو 2%.
وتنفق إسبانيا، برئاسة بيدرو سانشيز، نحو 1.4% فقط من ناتجها المحلي على الدفاع، ما يجعلها من بين الدول الأقل إنفاقًا في الحلف. ويرى ترامب أن هذا الوضع “غير عادل” تجاه الدول التي تتحمل العبء الأكبر، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
من جانبه، رد رئيس الوزراء الإسباني بحدة، واصفًا تصريحات ترامب بأنها “شعبوية وخطيرة”، مؤكدا أن بلاده “تسهم في أمن الحلف بطرق أخرى، من خلال مشاركاتها العملياتية والتزامها بالبعثات الدولية، وليس فقط عبر الإنفاق المالي”.
ووفق مصادر مقربة من الحزب الاشتراكي الحاكم، فإن مدريد لا تخطط لزيادة سريعة في ميزانية الدفاع، مبرزة أن إسبانيا تعتمد على المساهمة الميدانية والإنسانية في الأمن الدولي أكثر من الاعتماد على النفقات العسكرية المباشرة.
ويرى مراقبون أن هذه التصريحات تأتي في سياق تصاعد التوتر بين واشنطن وبعض العواصم الأوروبية، إذ يواصل ترامب الضغط على شركائه داخل الناتو لتحمل نصيب أكبر من الأعباء المالية، في حين تتردد بعض الدول، مثل إسبانيا وألمانيا، في رفع ميزانياتها العسكرية إلى المستويات التي تطالب بها الولايات المتحدة.