اتصالات المغرب تغير لون الهوية البصرية.. والمشترك ينتظر شبكة أفضل

0

كشفت شركة اتصالات المغرب عن هويتها البصرية الجديدة، معتمدة اللون الأحمر وشعارا ترويجيا يعد بـ”التحول الرقمي” و”الابتكار”، في خطوة اعتبرها متابعون محاولة لإعادة تسويق صورتها أكثر مما هي استجابة لمطالب تحسين الخدمة. فالشركة، التي حافظت لعقود على موقع مهيمن في سوق الاتصالات بالمغرب، تواجه في السنوات الأخيرة انتقادات متصاعدة بشأن جودة الإنترنت وارتفاع الأسعار وضعف المنافسة.

ورغم الزخم الإعلامي الذي رافق الإعلان عن الهوية الجديدة، يلاحظ كثيرون أن التحول ظل محصورا في الجانب الشكلي. فقد تم استبدال اللونين الأزرق والبرتقالي التقليديين بلون أحمر أكثر جرأة، فيما لم تظهر مؤشرات ملموسة على استثمارات واسعة لتطوير البنية التحتية أو تخفيض الأسعار أو توسيع نطاق خدمات الألياف البصرية بشكل يُواكب الطلب المتزايد على الربط الجيد والسريع.

وتأتي هذه الحملة في ظل شكاوى واسعة من مستخدمين يتحدثون عن انقطاعات متكررة ورداءة في التغطية حتى داخل المدن الكبرى، فضلا عن فارق السرعات الكبير بين ما يُعلن على مستوى العروض وما يتحصّل فعلياً على مستوى الخدمة المنزلية.

واختارت الشركة ضمن حملتها الجديدة اللاعب الدولي المغربي ياسين بونو سفيراً لعلامتها، في خطوة وُصفت بأنها موجهة نحو تعزيز البعد العاطفي والرمزي في صورة الشركة. ويرى محللون أن الاعتماد على شخصية رياضية محبوبة قد يساهم في تحسين قابلية الرسائل الدعائية، غير أنّ ذلك لا يُغيّر من التحديات التقنية والخدمية التي تشكل محور العلاقة بين الشركة والمستهلك.

ويذهب بعض الاقتصاديين إلى أن التحول الرقمي لا يتحقق بالشعارات، بل يحتاج إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية، وتحرير أكبر للسوق، وتعزيز المنافسة عبر تسهيل دخول فاعلين جدد، وهو ما قد يساهم في تحسين جودة الخدمة وتوازن الأسعار.

وبينما تواصل اتصالات المغرب الترويج لرؤيتها “رقمي 2030”، يبقى الحكم النهائي بيد المستهلك الذي ينتظر إنجازات ملموسة تتجاوز تغيير الألوان والشعارات، نحو تحسين حقيقي في سرعة الإنترنت، واستقرار الشبكة، وأسعار تناسب مستوى الدخل والخدمات المقدمة.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد