الحدث بريس:مصطفى مسعاف.
تتميز واحات فركلة التي تقع بالجنوب الشرقي للمغرب بطبيعة خلابة و إرث ثقافي متنوع،كما تتوفر المنطقة ذاتها على قصور و قصبات تاريخية عايشت قرون إذ تسكنها عدة إثنيات عرقية متعايشة بينها، و تنوع لغوي من قبائل أمازيغية و عربية..
التنوع جعل من المنطقة مميزة للغاية،لكن الإشكالات التي تعاني منها عطلت عجلة التنمية بها بالخصوص بنيتها التحتية الهشة أو نستطيع قول منعدمة أما قطاعات أخرى فهي سقيمة،رغم كل ذلك تبقى واحات فركلة ملتقى الثقافات و جوهرها..
عندما نتمعن في الثقافة الأمازيغية كمكون أساسي بالمنطقة نجد أن هناك تعدد و اختلاف فلكل قبيلة تقاليدها الخاصة، لكن الإرث الشفهي يجمعها من بين مميزاته أو عند الغوص في عمقه يدخلنا في قوقعة الفلسفة نستطيع أن نقول بالحكمة في الكلمة،كذلك الإرث التراثي الذي هو صلب الموضوع نأخذ تراث بهبي في الدرجة الأولى له مكانته الخاصة و الذي تعود بنا أشعاره التي يتم ترديدها إلى الزمن الجميل لتبسط لنا كيف كانت تلك الحقبة، تراث تمدياز أو الفن الأصيل كلام موزون متناغم يصف لنا كيف كان أجدادنا أو قد يحكي قصة مريرة تؤلم لكن لها مغزى..
غياب الإهتمام جعل واحات فركلة تندثر يوما بعد يوم و لعل ما يبين ذلك هو إختفاء تنوعها الطبيعي و جفاف اوديتها ساهم في ذلك ، تجذر الإشارة ان قصورها التاريخية بسبب التماطل في إخراج مشاريع تهدف الى إعادة الإعتبار لها و ترميمها جعل منها بنايات متلاشية تتساقط كل يوم،لقطاع السياحة الخارج عن قاعدة الأولويات و غير مطروح على طاولة النقاش نظرا لغياب فهم عميق أو بسبب عدم ذرايتهم به جعل الإستثمار في هذا القطاع شبه مستحيل،تبقى واحات فركلة مهددة بالإصطدام بواقع مرير لتذهب كما ذهبت مناطق أخرى بالمعمور…