يشهد نادي الرجاء الرياضي فترة عصيبة وغير مسبوقة في تاريخه، مع تفاقم الأزمات الإدارية والفنية التي تهدد استقراره وتضع مستقبله في مهب الريح. هذا الوضع يطرح العديد من التساؤلات حول مصير النادي العريق الذي لطالما كان رمزًا للنجاح والتألق في الكرة المغربية.
قرارات انفرادية وتهميش للمكتب المسير
أبرز ما يميز الأزمة الحالية هو غياب التنسيق داخل المكتب المسير للنادي، حيث تشير التقارير إلى أن معظم أعضائه لا علم لهم بالقرارات التي تُتخذ بشكل انفرادي أو ثنائي، مما يُضعف هيبة المكتب ويفقده السيطرة على إدارة شؤون النادي.
رسائل الإنذار من اللاعبين
من جانبهم، يبدو أن اللاعبين بدأوا يفقدون صبرهم. العديد منهم، على غرار أنس الزنيتي، والزرهوني، وبوكرين، قاموا بتوجيه رسائل إنذارية إلى النادي، مهددين بفسخ عقودهم بسبب عدم التزام الإدارة بتسوية مستحقاتهم في الآجال المحددة. هذه الخطوة تُبرز مدى تفاقم الأزمة المالية للنادي وتأثيرها على معنويات الفريق.
غياب الوضوح والمساءلة
رغم الوعود التي قدمها عادل هلا، رئيس النادي، خلال اجتماعه الأخير مع المنخرطين، بالإعلان عن قرارات حاسمة بعد مباراة صن داونز، إلا أن الجماهير والمنخرطين ما زالوا ينتظرون. سياسة الغموض التي يعتمدها المكتب المسير أثارت استياءً كبيرًا بين مكونات النادي، وأكدت أن الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
نزيف الاستقالات
الأزمة الإدارية تفاقمت مع موجة استقالات داخل المكتب المسير، حيث قدم خمسة أعضاء استقالاتهم حتى الآن، وهم سعيد الشرامي، عادل باقيلي، خالد فكرني، هشام الوازاني، والهام الدخوش. هذه الاستقالات تضع الرئيس عادل هلا في موقف حرج، خاصة مع استمرار تمسكه بمنصبه رغم الدعوات المتكررة لعقد جمع عام استثنائي أو ترك المجال لقيادة جديدة.
الجماهير تطالب بالحلول
وسط هذه الأجواء المشحونة، تطالب جماهير الرجاء بتوضيحات فورية من المكتب المسير حول مستجدات الوضع وإعلان خارطة طريق واضحة لإنقاذ النادي. فسياسة التماطل والغموض لن تؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة وجعل الأمور أكثر تعقيدًا.
ما يحدث في نادي الرجاء الرياضي ليس مجرد أزمة عابرة، بل هو اختبار حقيقي لقدرة النادي على تجاوز التحديات والحفاظ على إرثه الكبير. المرحلة الحالية تتطلب شجاعة ووضوحًا من المسؤولين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.