الحدث بريس:متابعة.
قام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش، والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، محمد بوطيب، أمس الأربعاء، بالرباط، بإعطاء الانطلاقة الرسمية لعملية التمليك التجريبية لحوالي 67 ألف هكتار من الأراضي الجماعية الواقعة داخل دائرتي الري للغرب والحوز.
وحضر حفل إعطاء الانطلاقة الرسمية لهذا المشروع، “ستيفاني مايلي” القائمة بالأعمال في السفارة الأمريكية بالرباط، و”والتر سيوفي”، المدير المقيم لهيئة تحدي الألفية بالرباط، وعبد الغني لخضر، المدير العام لوكالة حساب تحدي الألفية – المغرب.
وأشار وزير الفلاحة، عزيز أخنوش، في كلمة له بالمناسبة، إن هذا اللقاء يمثل الخطوة الأولى لتنفيذ التعليمات الملكية، بجعل الأراضي السلالية أداة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعبئتها قصد إنجاز المشاريع الاستثمارية في المجال الفلاحي.
وأضاف أخنوش، “نشهد اليوم إطلاق عملية كبرى، تمثل ميلاد ديناميكية جديدة في عمل الدولة ورغبتها في إحداث نقلة جديدة في إعادة تنظيم الوضع القانوني لأراضي الجموع على وجه الخصوص، والأراضي الفلاحية بشكل عام”.
وبحسب وزير الفلاحة، فعملية التمليك التي أعطيت انطلاقتها اليوم، هي بمثابة “قطيعة مع طريقة تدبير ملف أراضي الجموع في السابق”، مضيفا أن عملية تمليك 80 بالمائة من مساحة 67 ألف هكتار من أراضي الجموع كجزء من هذه العملية التجريبية، تطلبت 14 شهرا، في حين أن هذا النوع من الإجراءات كان يتطلب في السابق من 5 إلى 7 سنوات، لافتا إلى أن 20 بالمائة المتبقية ستتم معالجتها في غضون 3 أشهر.
وفي ذات السياق، قال وزير الفلاحة، “نشهد اليوم ثورة حقيقية في السرعة وفي الإجراءات المصاحبة لهذه العملية”، مشيرا إلى أن تقليص مدة المعالجة كان ممكنا بفضل عدة عوامل، والتآزر والتعاون الوثيق بين جميع المتدخلين بما فيهم وزارة الداخلية والمصالح الإقليمية لوزارة الفلاحة والمحافظات العقارية.
وشدد أخنوش، في كلمته، على أن هذه الالتفاتة المولوية التي خص بها الملك محمد السادس هذه الشريحة من المواطنين، تعتبر منطلقا هاما يجعل منهم ملاكا حقيقيين يتوفرون على جميع الامتيازات، ويعزز من قدراتهم التقنية والمهنية.
ويذكر أنه، سيتم إطلاق هذه العملية على مستوى المدارات السقوية لجهة الغرب بحوالي 51.000 هكتار من الأراضي السلالية بأقاليم القنيطرة وسيدي سليمان وسيدي قاسم لفائدة حوالي 25.000 من ذوي الحقوق وتشمل كذلك، حوالي 16.000 هكتار من الأراضي السلالية بإقليم قلعة السراغنة بالدائرة السقوية للحوز، لفائدة حوالي 5.800 مستفيد.
إلى ذلك فإن برنامج تحدي الألفية الأمريكي دعم هذا المشروع بميزانية تقدر بـ 33 مليون دولار، حيث ستمكن العملية التي أطلق عليها “العقار القروي” من تأسيس نموذج لتطوير الأراضي السلالية بالمدارات السقوية، من أجل مكافحة الفقر في العالم القروي والنهوض بمستوى عيش الساكنة.
و أوضحت وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب، أنه لاستجلاب فوائد اقتصادية واجتماعية قصوى من عملية التمليك هذه، من المرتقب اتخاذ مجموعة من التدابير المواكبة بغية ضمان تثمين فلاحي أفضل للأراضي التي سيتم تمليكها، وكذا تحقيق تنمية شاملة للساكنة المستهدفة وتيسير تأهيلها وتحقيق استقلاليتها الاقتصادية.
وتهم هذه التدابير على الخصوص بحسب المصدر ذاته، تيسير الولوج إلى القروض البنكية، وتقوية القدرات التقنية والمهنية للفلاحين، وتطوير أنشطة مدرة للدخل ومحدثة لمناصب الشغل لفائدة النساء والشباب.