تتجه أنظار المثقفين و عشاق الكتاب، اليوم الخميس، إلى العاصمة السعودية، حيث يترقبون إنطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب و حتى الخامس من أكتوبر المقبل.
و يجمع هذا المعرض نحو 2000 دار نشر من 32 دولة موزعة على 800 جناح، تقدم ما تزخر به من إبداعات.
و تحرص هيئة الأدب و النشر و الترجمة السعودية على تقديم برنامج غني و متنوع، من جلسات حوارية تجمع العقول الراقية، إلى أمسيات شعرية تنثر عبق التألق، و مسرحيات تحاكي الواقع، و حتى الحفلات الموسيقية و ورش العمل التي تغطي مجالات المعرفة المتنوعة.
و ينطلق معرض الرياض الدولي للكتاب بشكل سنوي، حيث يعد منصة للشركات و المؤسسات و الأفراد العاملين و المهتمين بقطاعات الأدب و النشر و الترجمة؛ لعرض مؤلفاتهم و خدماتهم، إضافة إلى دوره الأساسي في تعزيز و تنمية شغف القراءة في المجتمع، و زيادة الوعي المعرفي و الثقافي و الأدبي و الفني.
و يشكل الحدث فرصة ذهبية لمناقشة جوانب صناعة الكتاب و الوقوف على أبرز التحديات التي تواجه دور النشر في عالم يتغير بإستمرار.
و لا يقتصر الأمر على معرض الرياض فحسب، فالمملكة قد أقامت خلال هذا العام معارضا في الشرقية و المدينة المنورة، و تستعد لتنظيم معرض آخر في جدة خلال دجنبر، مما يعكس إلتزام المملكة العميق بتعزيز ثقافة الكتاب و القراءة بين أبنائها.
و تحرص هيئة الأدب و النشر و الترجمة المنظمة للمعرض، بشكل مستمر على ضمان تقديم نسخ سنوية متجددة من المعرض تواكب مستجدات عالم الثقافة و صناعة النشر، و تشكل أحد أهم الملتقيات الثقافية لأبرز رواد الأدب و الفكر و الثقافة و الإبداع في العالم العربي، و تلبي تطلعات جمهوره العريض عبر برنامج ثقافي ثري يعد الأكبر و الأكثر تنوعا بين معارض الكتاب العربية.
و تشهد نسخة هذا العام تطورات ملحوظة، أتت في إطار جهود الهيئة المستمرة لتطوير هذا الحدث و فتح آفاق و مجالات جديدة تعزز شمولية ما يقدمه لقطاع الثقافة و النشر محليا و عربيا.
و من أبرز المستجدات إستحداث منطقة أعمال متخصصة بمشاركة الوكالات الأدبية التي تدير أعمال المؤلفين و عقودهم، و المطابع المحلية التي تشارك للمرة الأولى في معارض الكتب المحلية لتقدم خدماتها للناشرين، و مشاركة أجنحة متنوعة للجهات الحكومية و التمويلية ذات العلاقة بقطاع الأعمال في النشر.
و ستحل دولة قطر ضيف شرف للنسخة الحالية من المعرض، حيث يعكس إختيار قطر ضيف شرف للنسخة الحالية من المعرض، الدور الثقافي الرائد لدولة قطر في مشهد الثقافة الخليجي و العربي، و عمق الروابط الثقافية و التاريخية الوطيدة التي تربطها بالمملكة، كما يمثل نافذة مميزة لتمكين زوار المعرض من الإطلاع على المنجزات القطرية المتعددة في شتى مجالات الثقافة و الفن و الأدب، و لقاء رواد الثقافة و الإبداع و الفن القطريين، و التعرف على الإصدارات الأدبية و الثقافية المميزة للمؤلفين القطريين و التي تعرضها العديد من دور النشر القطرية و الجهات المعنية بالثقافة المشاركة في المعرض هذا العام.
و في لفتة تكريم إستثنائية، ستقوم الهيئة خلال المعرض بعمل ممر تكريمي لفقيد الثقافة السعودية و العربية و أيقونة الشعر الحديث الراحل، الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن، لتكريم منجزه الأدبي و الثقافي الخالد و إرثه الشعري المستمر، و تسليط الضوء على مسيرته الحافلة و بصماته الملموسة في المشهد الثقافي السعودي و العربي، و إسهاماته الأدبية و الفنية المشهودة كونه أحد رواد الحداثة الشعرية في المنطقة.
و يقدم المعرض في نسخته الجديدة برنامجا ثقافيا ثريا يتضمن أكثر من 200 فعالية تناسب جميع الأعمار و تشمل العديد من الندوات و الجلسات الحوارية، و المحاضرات و الأمسيات الشعرية التي سيقدمها نخبة من الأدباء و المفكرين و المثقفين من السعودية و عدد من دول العالم، و التي ستقام على مسرح المعرض، كما سيقدم البرنامج الثقافي العديد من ورش العمل التي تناقش موضوعات مختلفة في شتى المجالات.
و ستتضمن الباحة الخارجية للمعرض العديد من العروض التفاعلية و الفعاليات الثقافية و الفنية و المسرحية المميزة التي يقدمها العديد من الفنانين و المسرحيين.
و أولى المعرض إهتماما كبيرا بالترجمة، فهناك ندوة “دور الترجمة في تشكيل الهوية الثقافية”، و جلسة نقاش بعنوان “دور التقنية في الترجمة”، إضافة إلى ورشة عمل بعنوان “جودة الترجمة السمع بصرية في الأعمال السينمائية”، و “الترجمة الفورية : كيفية التعامل مع المصطلحات المتخصصة”.
و يحتفي معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام بعام الإبل، من خلال ندوة “الإحتفاء بالإبل في الشعر العربي الفصيح و الشعبي”، و ندوة “وصف الناقة في معلقة طرفة بن العبد”، و جلسات تناقش “الإبل و دورها في التاريخ و الثقافة العربية”، و “حديث الإبل” بمشاركة نخبة من المهتمين بتربيتها.
و حول الأفلام، يشمل البرنامج الثقافي ورشة عمل بعنوان “صناعة الفيلم الوثائقي”، و ورشة ثانية بعنوان “المونتاج للمبتدئين”، و ثالثة حول “المونتاج”، و رابعة عن “كتابة الأفلام”، إضافة إلى ندوة “السينما السعودية : المنجز و التطلع”.
و للصحافة حضور في البرنامج الثقافي، من خلال ورش عمل تعقد تحت عناوين “الكتابة الصحفية”، و “الأديب بين الكتابة عن الذات و الكتابة عن الآخر”، كما تتضمن الفعاليات ندوة منتدى الجوائز العربية، تحت عنوان “الكتاب العربي و الحضور العالمي” بمشاركة نخبة من المثقفين و الروائيين و الكتاب العرب، في حين سيكون عشاق الشعر على موعد مع الأمسيات الشعرية بمشاركة شعراء و شاعرات من السعودية و الدول العربية طيلة أيام المعرض، كما يتيح المعرض منصات توقيع الكتب لعشاق الكتاب للقاء كتابهم المفضلين، و الحصول على إهداءات خاصة، و إقتناء أحدث الإصدارات المميزة.
و كعادته كل عام، يهتم المعرض بالطفل، حيث خصص المعرض جناحا للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 سنوات إلى 12 سنة، و يضم 8 أركان مختلفة، إضافة إلى مسرح الطفل، الذي يقدم عددا من الأعمال المسرحية الثقافية و الأمسيات الشعرية.
كما تشارك دولة قطر بجناح مصغر للأطفال حول فن العمارة الإسلامية، و تصميم قصص الأطفال.