الحدث بريس:و م ع.
وأكد السيد الكثيري في كلمة، خلال ندوة علمية حول “مقاومة أبناء الصحراء المغربية وتجديد بيعتهم للمغفور له محمد الخامس بمحاميد الغزلان”، نظمتها الهيئة الأكاديمية لأصدقاء الصحراء المغربية بشراكة وتعاون مع الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أنه بعد أقل من سنتين فقط على انتزاع المغرب لاستقلاله بفضل الكفاح المرير الذي خاضه العرش العلوي المجيد بقيادة بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس، قرر أب الوطنية ومحرر الوطن القيام بجولة في إقليم ورزازات ما بين 20 و26 فبراير 1958.
وأشار إلى أن هذا القرار المتبصر جاء حافلا بحمولة رمزية قوية، لكون المغرب المستقل برهن، بكل ثقة أنه أصبح مصمما بعزم وحزم على مواصلة مسيرته التحررية وعمله الوطني، سعيا إلى استكمال وحدته الترابية.
وأضاف أن هذا الحدث شكل بداية حملة تعبئة وطنية شاملة من أجل تحقيق الهدف الأسمى الذي يحظى بإجماع المغاربة، والمتمثل في تحقيق الوحدة الترابية للمملكة، مبرزا أن الخطاب التاريخي الذي ألقاه جلالة المغفور له محمد الخامس يعتبر، وإلى جانب كونه دفاعا صريحا وقائما على مبررات قوية حول حق المغرب في استرجاع أقاليمه الصحراوية، محطة بارزة حافلة بالدلالات والمعاني، حول مغرب مستقل دخل في معركة الجهاد الأكبر بعد نجاحه في معركة الجهاد الأصغر.
وأفاد السيد الكثيري بأن بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس، أكد بعد عودته من المنفى في 16 نونبر 1955 منتصرا في معركة الكفاح من أجل الاستقلال، أكد عزمه وحرصه الأكيدين على إعادة بناء المغرب المستقل، على أساس مندمج بين كل ربوعه، من خلال تحطيم الحدود الوهمية المصطنعة الموروثة عن سياسات استعمارية كان المغرب ضحية لها خلال ما يزيد عن أربعة عقود.
من جهته، قال الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، السيد مصطفى الخلفي، في كلمة بالمناسبة، إن هذه الندوة تندرج في إطار سلسة من اللقاءات التي انخرطت فيها الوزارة، معتبرا أن خطاب جلالة المغفور له محمد الخامس بمحاميد الغزلان جاء في سياق جد خاص، ومذكرا بأن المغرب دخل، مع اتفاق وقف إطلاق النار، في مسار جديد تجسد في المعركة التي يخوضها المغرب في بعدها التاريخي والثقافي.
وأكد الوزير أن البحث في تاريخ القضية الوطنية، بأبعاده الثقافية والسياسية والاجتماعية والإنسانية ليس مسألة تكميلية، بل يعد حاسما في التأسيس لمنطق المواطنة والمستقبل، مشددا على ضرورة واستعجالية تشجيع البحث التاريخي حول تاريخ القضية الوطنية، لكونه يتيح الإجابة عن عدد من الإشكاليات والقضايا المطروحة.
وتم خلال هذه الندوة تقديم إصدارين هامين مرتبطين بتاريخ المقاومة المغربية، ويتعلق الأمر بكتاب “فرنسا وقبائل الرقيبات من سياسة التطويع إلى سياسة الإحراق والتجويع” للدكتور نور الدين بلحداد، وكتاب “المديح السلطاني عند شعراء شنقيط على عهد ملوك الدولية العلوية” للدكتور بوبكر أولياس، بالإضافة إلى عرض شريط وثائقي لحدث خطاب المغفور له محمد الخامس بمحاميد الغزلان.