الحدث بريس: متابعة
في إطار مشروع “منتديات الحوار حول السياسات العمومية الموجهة للشباب في مجال التعليم بجهة الدارالبيضاء سطات، جاءت الورشة التفاعلية الثانية: “الشباب وقضايا التعليم: الانتظارات وتحديات المستقبل” التي نظمها المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية بشراكة وتعاون مع مؤسسة “فريدريش إيبرت” الألمانية، وذلك يوم السبت الماضي بأحد فنادق الدار البيضاء.
في الجلسة الافتتاحية استهلتها أمينة بوغالبي ممثلة المؤسسة الألمانية بالمغرب، مذكرة بالمرحلة السابقة من هذا المشروع، والتي كانت عبارة عن يوم دراسي في موضوع: “السياسات العمومية الموجهة للشباب في مجال التعليم: “الواقع والبدائل الممكنة” كما أثنت الثناء الجميل على كل أعضاء المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية لما يقوم به من عمل جدي وهادف لخدمة الشباب المغربي.
كلمة رئيس المركز ومنسق المشروع الأستاذ يوسف الكلاخي، ركز فيها على التعريف بالمركز، وأوضح في سياق كلمته أهم المحاور في البرنامج، وفي المائدة المستديرة من الجلسة الصباحية فكان موضوع “السياسات العمومية في مجال التعليم: القانون الإطار 17 ـ 51 نموذجا”.
المتدخل الأول محمد بنلعيدي رئيس شبكة الجمعيات الدكالية غير الحكومية بإقليم سيدي بنور، فقد تحدث عن السياسات العمومية، وموقع الشباب ضمن هذه السياسات، ثم أهمية التتبع والتقييم لهذه السياسات، بينما الأستاذ عبد الكريم سفير المفتش التربوي لمادة الفلسفة، ورئيس الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، فقد كانت مداخلته في هذا المحور مركزة حول إصلاح التعليم منذ 50 سنة ونحن نصلح دون أن نجد الإصلاح الحقيقي لإشكالية التعليم رغم تخصيص نسبة 35% من ميزانية الدولة لقطاع التعليم الذي يعتبر قطاعا حيويا.
الجلسة المسائية فقد عرفت ورشة تفاعلية ثانية أطرتها الأستاذة السعدية وضاح رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالدار البيضاء سطات وقاربت الأستاذة موضوع السياسات العمومية في مجال التعليم: القانون الإطار 17 ـ 51 مقاربة حقوقية من خلال قراءتها وشرحها للمواد المكونة لهذا القانون والبالغ عددها 59 مادة مركزة على التعليم الأولي باعتباره حجر الزاوية في أي بناء تربوي عصري، وهذا الصنف من التعليم يعاني من التشتت نظرا لتعدد المتدخلين، وضعف التنسيق فيما بينهم، بالإضافة الى اعتماد ممارسات تربوية لا تنصهر ضمن بارديغمات تعليمية مشتركة حيث يتوزع التدريس ما بين التقليدي، والطرق البيداغوجية العصرية، التي تعتمدها بعض المدارس بالمراكز الحضرية الكبرى.
وفي ختام التدخلات فقد كانت الأستاذة فريدة دينار، الباحثة في القانون العام والعلوم السياسية موفقة الى حد كبير في تدبير وتأطير الورشة الأخيرة من خلال توزيعها للجمعيات الحاضرة إلى خمس مجموعات متساوية، وأعطت لكل من مجموعة بابا من أبواب من قانون 17 ـ 51 لمناقشته واستعراض أهم ما جاء فيه، وبسط الاقتراحات التي تراها كل مجموعة ذات أهمية في هذا الموضوع.
وفي الأخير تم توزيع شواهد المشاركة على جميع المشاركات والمشاركين في هذه الورشة التفاعلية.
وللإشارة، فالمركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية هو منظمة غير حكومية مستقلة وغير ربحية، تأسس سنة 2014 ويسعى إلى نشر قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة داخل المجتمع المغربي، ويهدف إلى دعم المشاركة المجتمعية للشباب، وتأهيلهم معرفيا للمساهمة في التحول الديمقراطي للمغرب.
وهو مكون من مجموعة من الشباب كانوا بمثابة خلية نحل في إنجاح هذه الورشة، وهم يوسف الكلاخي وحسام هاب والمامون وفريدة دينار وآخرون. الورشة كانت ناجحة بكل المقاييس من خلال مداخلات الأستاذات والأساتذة، وكذلك التفاعل الذي كان في مستوى جيد.