الحدث بريس – متابعة
قامت مجموعة من الهيئات المدنية بجهة الداخلة وادي الذهب زيارة إلى معبر الكركرات الحدودي، واعتبرت في كلمة موحدة بالمناسبة أنه معبر ثقافي وديني يربط المغرب بعمقه التاريخي والحضاري، معلنة في الوقت ذاته عن تأييدها للتدخل المغربي ضد استفزازات البوليساريو.
وقالت الهيئات المنظمة للزيارة، “إنها لحظة تاريخية تتجسد اليوم بزيارتنا هذه لتأكيد مسار التواصل الحضاري والثقافي والإنساني من خلال هذا المعبر الاستراتيجي نحو عمق الافريقي”.
وجاء في الكلمة التي ألقاها رئيس جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة وادي الذهب أحمد الصلاي، “باسم جمعيات المجتمع المدني المشاركة في هذه الزيارة التاريخية اسمحوا لي أن أنوه بالقرار الملكي السامي حين أعطى تعليماتها السامية للقوات المسلحة الملكية الآبية لتنفيذ عملية تدخل مدني في غاية الاحترافية مستعيدة حركية المرور التجاري والإنساني على معبر الكركرات”.
متابعا “وإذ نهنئ أنفسنا بأن هذه الخطوة المغربية قطعت الطريق على أي محاولة للمساس برمزية الوحدة الترابية للمملكة المغربية وإبداء الصرامة اللازمة بأن المغرب لا يقبل بأي حال من الأحوال تغيير الوضع القائم أو الالتفاف على مسار التسوية السياسية للنزاع المفاعل حول مغربية الصحراء”.
وأدانت الهيئات التي تشتغل على صعيد جهة الداخلة وادي الذاهب، “الاستفزازات العسكرية التي تقوم بها مليشات البوليساريو”، معتبرة أنها “تهديد سافر للأمن والسلم في المنطقة”.
وأردفت “ولا يسعنا لا أن نتقدم بالشكر الجزيل إلى قواتنا الملكية المسلحة على بسالتها وعلى اسلوبها الإحترافي في حماية حدود المملكة ومساهمتها في تعزيز السلم والأمن في منطقة الساحل والصحراء”.
من جهة أخرى، أعلنت الهيئات المدنية ذاتها “إخلاصها ووفاءها لمقدسات الوطن”، كما أكدت على “تلاحمها الوحدي في إطار السيادة المغربية”.
وفي رسالة موجهة إلى الصحراويين في مخيمات تندوف، جاء في الكلمة ذاتها “وإذ هي مناسبة أن نتوجه أيضا إلى إخواننا المحتجزين بمخيمات تندوف إلى أن يهبوا جميعا لتلبية نداء إن الوطن غفور رحيم، والالتحاق بالوطن لمواكبة والمساهمة في استكمال مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية”.
كما دعت الهيئات الصحراويين في تندوف إلى “الانتصار لمبادئ السلم والمحبة والتفكير بروح المستقبل والواقعية، والإيمان بأن أسمى وأرقى الحلول لبناء مجتمع متضامن ومتكامل وبعيدا عن التوظيف السياسي للنزاع يبقى هو الحكم الذاتي”.
ودعت شباب المخيمات إلى “النظر إلى الأمور بعين الواقعي للتفكير في عيش آمن واستغلال الزمن للتعايش والمحبة مع إخوانهم في الأقاليم الجنوبية وإلى الحذر من استغلالهم كوقود حروب لا تخدم مصلحة أي أحد”.
وتابعت “إن المجتمع المدني لجهة الداخلة وهو يقوم بهذه الزيارة إلى معبر الكركرات، فإننا نجدد صلاتنا الحضارية والتاريخية حول ممر ثقافي وديني يشكل جسرا للتواصل الثقافي والحضاري بين المغرب وعمقه التاريخي.
ولذلك فإننا نؤكد بأن الصحراء تحت السيادة المغربية، جسر جغرافي واقتصادي واجتماعي وثقافي ليس بين المغرب ومجاله الحيوي، وإنما جسرا بين أوربا وإفريقيا”.
كما شددت على أن الزيارة “تأكيد بأنها ستواصل، طبقا للتوجيهات الملكية السامية، العمل على إبقاء روابط البيعة وتعزيز أدوار الزوايا المغربية لتقوية قيم الإسلام معتدل ومكافحة الفكر المتطرف الذي يزيد من خطر الاستقرار والأمن في إفريقيا”.
وأضافت “وحيث إننا متشبثون بعدالة قضية وحدتنا الترابية، نؤكد كممثلين للمجتمع المدني بأن مسار حل نزاع الصحراء غير ممكن إلا في إطار المبادرة المغربية للحكم الذاتي وعلى هذا الأساس فإننا نوجه دعوتنا إلى عائلاتنا وباقي أفراد أسرتنا المحتجزين بمخيمات تندوف لاستغلال هذه الفرصة التاريخية”.