الصور هنا من شوارع مدينة الرشيدية، بعد أن طالت أيادي التخريب عددا كبيرا من المرافق العمومية. منها الساحات والنافورات وحتى الإدارات، دون الاكتراث لعواقب هذي الأفعال الدنيئة. والتخريب المتعمد الذي رصدته عدستنا بأحد أحياء المدينة والذي يعتبر غيض من فيض.
وخلال جولة لنا، إلتقطت عدسة الحدث بريس صورا تظهر مدى العبث الذي تطاله المرافق العمومية بالمدينة. وهذا ما يعيد من جديد النقاش بشأن الوعي المجتمعي في علاقته بالجهود المبذولة على المستوى المؤسساتي. ففي كل مرة يصطدم الرأي العام المغربي بتخريب مرفق عمومي حديث التأسيس، خاصة ببعض الأحياء المعروفة بتفشي الجريمة وسط الحواضر الكبرى.
هذا التخريب المتعمد، لم تشأ أيادي التخريب الآثمة أن تكف شرها عنه، و “عقلية التخريب” السائدة في بعض الأوساط الشبابية تقوض الجهود المبذولة على صعيد الجماعات الترابية. ما يستدعي الحفاظ على المرافق العامة ومنع الأعمال التخريبية والعمل على الحد من أعمال التخريب المتعمدة، وتشديد الحزم على كل مـن تسول له نفسه بالقيام بهذه الأعمال وذلك بإلقاء أقصى العقوبات الرادعة في حقهم.
واضحت الكتابات الحائطية سنة مؤكدة لدى البعض، ناهيك عن واجهات المحلات والاسوار.. بالإضافة إلى مجموعة من اللوحات الجدارية التي تضفي على المدينة رونقا وجمالا والتي تتطلب وقتا وجهدا كبيرين للرسام، إلا أنه يصطدم بواقع ُمر. يجعل الفنان يتساءل دئما: ما الذي يدفع المخربين للتسلل ليلا لتشويه معالم رسم يضفي على مدينته شيء من الجمال؟.
ويرى البعض أن الجداريات عوض أن تتحول إلى لوحات فنية تزين الأحياء والأزقة، عمد البعض إلى تخريبها بخطوط وكتابات صبيانية مما يتطلب تدخلا للضرب بيد من حديد لكل من سولت له نفسه التطاول على الممتلكات العامة. فبفضلها تحولت العديد من الساحات العمومية بمدن مغربية مختلفة، إلى لوحات فنية جميلة. والإعتناء بهذا الفن يرمي إلى تربية ذوق المغاربة وتنميته لفهم الرموز الفنية والتعبير الجمالي. وتخريبها يعبر عن سلوك ينم عن غياب التربية الجمالية وضعف القيم الأخلاقي.
وفي السياق، لم تسلم كراسي ومقاعد عمومية، بمدينة الرشيدية خاصة حديقة “قصر امزوج” المتواجدة أمام الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية، والتي خصصت للمتجولين والمتنزهين وخاصة للطلبة أوقات الدراسة، من أيادي التخريب والإتلاف التي طالت عددا من المرافق والأملاك العمومية بالمدينة.. هذهالمشاهد التي يندى لها الجبين. والتي تسيئ إلى جمالية المدينة وساكنتها على حد سواء.
ونعبر عن أسفنا لهذه المشاهد والمرافق التي تم انجازها مؤخرا خصوصا الحدائق العمومية والتي طالتها أيادي التخريب حيث تعمل جاهدة من اجل إفساد ما تم إصلاحه. بحيث تم تكسير عشرات الكراسي والتي كان آخرها تلك المتواجدة بقرب منمسجد الاخوة ( القطريين). هذه الاعمال التخريبية والتي تجسد عدوانية اتجاه عملية التاهيل التي تعرفها جهة درعة تافيلالت.
يشار إلى أن الجهات المسؤولة تصرف مبالغ مهمة من أجل إخراج مشاريع عدة إلى حيز الوجود، لكن “عقلية التخريب” السائدة في بعض الأوساط الشبابية تقوض الجهود المبذولة على صعيد الجماعات الترابية، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في المناهج التعليمية. تحديدا ما يتعلق بالتربية على قيم المواطنة.